أولا :اليمين الغموس هي اليَمين الكاذِبة الفاجرة ، كالتي يَقْتَطِع بها الحالفُ
مالَ غيره ، سُمِّيت غَمُوسا لأنها تَغْمِس صاحِبَها في الإثْمِ ثم في النار . كذا
قال ابن الأثير
ثانيا : " اختلف الفقهاء في وجوب الكفّارة في اليمين الغموس ، على قولين :
القول الأوّل:عدم وجوب الكفّارة في اليمين الغموس:وإليه ذهب جمهورالفقهاء:
الحنفيّة والمالكيّة والحنابلة .
القول الثّاني : وجوب الكفّارة في اليمين الغموس : وإليه ذهب الشّافعيّة ….
وقد استدلّ كل فريقٍ بأدلّة تؤيّد ما ذهب إليه " .
وجاء في "فتاوى اللجنة الدائمة" (23/133) :" اليمين الغموس من
كبائر الذنوب ، ولا تجدي فيها الكفارة لعظيم إثمها ، ولا تجب فيها الكفارة
على الصحيح من قولي العلماء ، وإنما تجب فيها التوبة والاستغفار " .
وسواء قيل بوجوب الكفارة أم لا ؟ فإن الكفارة لا تكفر إثم اليمين الغموس
بل لا بد من التوبة النصوح .ولذلك قال شيخ الإسلام ابن تيمية في "مجموع
الفتاوى" (34/139) بعد أن نقل الخلاف في كفارة اليمين الغموس :
" واتفقوا على أن الإثم لا يسقط بمجرد الكفارة " .
ثالثاً :واليمين الغموس كغيرها من الذنوب تكفرها التوبة الصادقة ، وليس
هناك ذنب لا تقبل التوبة منه ، فقد فتح الله تعالى باب التوبة أمام كل عاصٍ
والله تعالى يتوب على من تاب ،قال عز وجل : ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا
عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ
الرَّحِيمُ ) الزمر/53
قال ابن كثير رحمه الله : هذه الآية دعوة لجميع العصاة من الكفرة وغيرهم
إلى التوبة والإنابة ، وإخبار بأن الله يغفر الذنوب جميعاً لمن تاب منها ورجع
عنها ، وإن كانت مهما كانت ، وإن كثرت وكانت مثل زبد البحر …. والآيات
من هذا كثيرة جداً
الإسلام سؤال وجواب