لا بد أنك شاهدت أسرابًا من الطيور المهاجرة والتي ترسم أشكالًا مختلفةً مثل
شكل الحرف V، تهاجر الطيور بشكلٍ كبير إلى المناطق الدافئة لتعيش وتتكاثر
فيها و تهاجر مرةً أخرى عند اقتراب الشتاء.
وأيضًا تهاجر الطيور من المناطق ذات الموارد المنخفضة إلى المناطق ذات
الموارد المرتفعة، وأهم الموارد التي تبحث عنها هي الغذاء وأماكن التعشيش
الآمنة، تميل الطيور التي تعشش في نصف الكرة الشمالي إلى الهجرة شمالًا
في الربيع للاستفادة من تكاثر الحشرات والنباتات التي تعتمد عليها في غذائها
وتوفر أماكن التعشيش التي تتكاثر فيها وتضع بيوضها حتى تفقس، ومع اقتراب
الشتاء تهاجر هذه الطيور نحو الجنوب.
الهجرة لمسافاتٍ طويلة هي من الأمور المعقدة وتطورت على مدى آلاف السنين
ويتم التحكم فيها جزئيًا من خلال التكيف الجيني للطيور، بالإضافة للإستجابة
للطقس والجغرافيا والطعام وطول اليوم وغيرها من العوامل.
تختلف الآليات التي يبدأ بها سلوك الهجرة ولا يتم فهمها دائمًا بشكلٍ كامل، ولاحظ
الأشخاص الذين يربون الطيور المهاجرة ضمن أقفاص أن هذه الطيور تمرّ بفترة
قلق أثناء موسم الهجرة وتقوم بضرب نفسها بزاويةٍ واحدةٍ من زوايا القفص
ويرجع هذا التصرف إلى العوامل الغريزية الموجودة لدى هذه الطيور.
تسافر الطيور المهاجرة في نفس المسار كل عامٍ مع تغيرًٍ بسيط على هذا
المسار، ويمكن للفراخ الجديدة العثور على منزلهم حتى دون رؤيته سابقًا،
إلى الآن لم يتم فهم أسرار خبرتهم الملاحية بشكلٍ كامل لكن من أسباب خبرتهم
هذه أن الطيور تجمع بين عدة أنواع مختلفة من الحواس عند التنقل، ويمكن
للطيور الحصول على معلومات تشبه معلومات البوصلة من الشمس و أثناء
الليل من النجوم ومن خلال استشعار المجال المغناطيسي للأرض.
ويحصلون أيضًا على المعلومات من موقع الشمس والأماكن التي شاهدوها
خلال النهار كالبحار ومجاري الأنهار، وهناك أدلة أثبتت أن لحاسة الشم دور
مهم أثناء الهجرة على الأقل لدى الحمام الزاجل.