في قرارة كل إنسان نداء يبرر له كذبه في تصرف أو موقف معين بإنه
كذب بريء وأبيض ولا يسيء لأحد وينسبه إلى فصيلة الكذبة البيضاء
نرفض من داخلنا الكذب ونصفه بألقاب أكثر ادباً ونقول بأنه مجاملة
ومداعبة أو ذوق أو ينضم إلى مصلحة ذاتية لنرضي أنفسنا أو غيرنا.
وكأننا علقنا لا ئحة على جدار حنجرتنا مكتوب عليها بالخط العريض
((توقف هنا ممنوع الصراحة))
مع أن الكذب هم كبير كالصراحة .
وبالرغم من معرفتنا التامة بذالك إلا اننا نرفض بشدة وإباء أن يلقب
أحدنا بالكاذب حتى لا تخدش أحاسيسنا ومشاعرنا.
وعندما يفكر الإنسان كثيراً بينه وبين نفسه ويتوصل في النهاية إلى أن
الكذب هو سلاح الضعفاء كما يقولون يبرر موقفه بقوله:
(لو أن كل إنسان تكلم الحقيقه وبصدق في أي موقف لا بتعد الجميع عنه)
وكأنه وباء أو به مرض معدٍ.
حتى أصبح الكذب وكأنه ضروري من ضروريات الحياة .
لأن أي إنسان لو أعتمد الصدق في كل معاملاته وكلامه لأصبح يلقب بالمعقد
حتى نظرة الناس بعضهم لبعض بأن من يتفنن في إظهار صدقه فبالتأكيد هو
أكبر كذاب ..
الأبرياء الوحيدون الذين تنفي عنهم تهمة الكذب بألوانه وأحجامه هم الأطفال
ولأنهم صغار ولم يصبحوا كباراً بعد .