أولا: التأثيرات النفسية على الزوجة :
يعتبر تأثير الزوج العنيف على الزوجة أشد خطورة وذلك لأنه يترك لديها أثاراً
نفسية تمتد لفترات بعيدة فليس هناك زوجة على وجه الأرض تقبل بأن يعنفها
زوجها طوال الوقت طالما لم ترتكب أخطاء بحقه أو بحق الآخرين
لكن بعض الزوجات تتقبلن هذه الإهانات التي تصل إلى حد الضرب في بعض
الأحيان من جانب الزوج العنيد وذلك بسبب أطفالهن أو أنهن لا يجدن ملجأ آخر
وكذلك لا يرغبن فى هدم بيوتهن وتشرد أبنائهن.
كما تعتبر إهانة الزوجة أمام الآخرين من أشد الأمور أيضا التي تؤثر على
الحالة النفسية للزوجة، وللأسف بعض الأزواج قد يرتكبون هذه الحماقات
بالفعل أمام الآخرين، بل إن منهم من يتطاول عليها بالضرب أحيانا، مما يكون
له أثار نفسية وتداعيات خطيرة على الزوجة.
وتصبح الإهانة أمام والدي الزوجة وأخوتها أيضا من الأمور غير المقبولة
فهي تقبلت الأمر لأن ذلك أصبح طبيعة حياتها ، إلا أن والديها أو أخوتها
وأقاربها قد لا يتقبلونه عليها وهنا تكون الكارثة الكبرى.
ثانيا: تأثير الأب العنيف على الأبناء:
ومن ناحية أخرى يعتبر تأثير الأب العنيف له تاثيرات خطيرة أيضا على الأبناء
كذلك، والكارثة أن هذه التاثيرات النفسية قد تستمر معهم طيلة حياتهم وهم
يتذكرونها، ويعد ذلك أحد أشد المخاطر النفسية التي يمكن أن يتعرض لها
الطفل وهي رؤية أحد أبويه يتعرض لخطر جسدي من أي شخص، خصوصاً
وإن كانت الأم هي التي تتعرض لنوع من أنواع العنف؛ فالضرب أحد هذه
الأنواع التي تؤذي الطفل عند مشاهدته أمه بهذا الحال.
وقد أثبتت الدراسات أن ثلث الأطفال الذين يشاهدون أمهاتهم يتعرضن للضرب
يعانون من مشكلات سلوكية ونفسية؛ منها القلق والخوف والتأتأة والبكاء
المتكرر والأرق ومشكلات في الدراسة، هذا بالإضافة إلى مشاعر الحزن التي
تصيب الطفل والتي قد تؤدي إلى إصابته بالكآبة، وإحساسه بالعجز عن حماية
أمه من ذلك الأب، خاصة عند الأولاد في سن المراهقة وما فوق.
فالأولاد الذين يشاهدون آباءهم يضربون أمهاتهم عرضة لأن يمارسوا نفس
الفعل على زوجاتهم لاحقا، بينما البنات اللاتي يشاهدن ذلك يكبرن ليتقبلن
هذه المعاملة من الزوج بشكل أكبر من غيرهن من الفتيات.