يتفنن الشعراء والأدباء في وصف هذا الإحساس الرائع، ويتنافس
الفلاسفة في تبرير وجوده وهل مصدره قلبك أم عقلك ؟
لكن وظيفة القلب هي ضخ الدم إلى أجزاء جسدك، فنرجوا منك تركه
يتولى هذه المهمة ويتمها على أكمل وجه، أما الوقوع في الحب فهو
من عمل العقل.
نعم عقلك هو المسؤول عن الكهرباء التي تسري في جسدك والارتباك
والسعادة المفرطة ودقات قلبك القلقة والأحاسيس الكثيرة المتداخلة التي
تمر بها في بداية مقابلتك للطرف الآخر.
دفعة من الهرمونات تنطلق إلى جسدك باعثة فيه هذا الجنون، نفس هذه
الهرمونات يطلقها عقلك في مواقف الخطر، أو عند التعرض لبعض أنواع
المخدرات.
لذلك لا تستغرب من بعض القرارات الخاطئة التي قد تحدث فمخ الإنسان
معقد ومتآمر ضد نفسه وبينما تدفعك أجزاء من غريزتك للبحث عن شريك
مثالي بغرض البقاء والتكاثر والشعور بالسعادة ويدفعك جزء آخر إلى البحث
عن الأمان والقبول والألفة.
لذلك وبعد فترة ستهدأ هذه الهرمونات وتتمحور كلها في هرمون الحب
الأوكسيتوسين
هذا الهرمون العجيب الذي يفرزه المخ ليس فقط بين الزوجين، بل يربطك
بأسرتك، وأطفالك، وأصدقاءك وكل من تقربهم إلى قلبك.
إنه هرمون يبعث الألفة والدفء والهدوء والأمان ، فربما كان هذا
هو الحب ؟