شعب الباجاو: يُمضي هؤلاء مُعظم حياتهم في البحر (في المياه)
ينتمي شعب الباجاو عرقيًا للملايو وهم مجموعةٌ مِن الرُحّل الذين اتخذوا
مِن البحار موطنًا لهم منذ عدة قرون، في بقعةٍ بين الفلبين، وماليزيا،
وإندونيسيا.
ويعيشون على قواربَ تُسمّى “ليبا-ليبا”، حيث يجلبون كلّ ما يحتاجونه
معهم إلى عرض البحر، بما في ذلك أدوات الطبخ، مصابيح الكيروسين،
الطعام والشراب، وحتى النباتات. وهم يرسون على البرّ فقط للتجارة أو
لإصلاح قوارِبهم.
وهم بطبيعتهم مجتمعُ صيدٍ وجمع ثمار، ويعتمدون بشكلٍ أساسي على
صيد السمك بالرِماح. كما أنّهم غوّاصون ماهرون لا يستعملون عدّة تنفُّس،
وقادرون على الغوص إلى عُمق 30 مترًا لاقتناص سمك الجروبير(القُشْر)
واللؤلؤ، وثِمار خِيار البحر.
وبما أنّ الغوصَ نشاطٌ يوميّ بالنسبة لشعب الباجاو، فهذا يسبب ثَقْبَ غشاء
الطبل في آذانِهم مِنذ الصِغر. كما يُعرّضهم لمخاطرَ شتّى تجعلُ بلوغَهم سِنّ
الشيخوخةَ أمراً نادرَ الحدوث.
على سبيل المثال، يُصابُ الكثيرون مِنهم بالعجز الدائم أو حتى يموتون
بسبب مرض “شلل الغوَاص-decompression sickness”
الذي يحصل عندما يغوص أحدُهم ثم يعود لسطح الماء قبل السماح
للجسم بتخفيف الضغط، فينخفض الضغطُ المُحيط بالجسم بسرعةٍ فائقة.
وسُكناهُم في عرض البحر قد تحوّلت إلى شأنٍ مثيرٍ للمشاكل في السنوات
الأخيرة، فقد عرّضوا مناطقُ عيشهم للصيد الجائر.
يكسبُ الباجاو رِزقَهم ببيع أسماك الجروبر و”أسماك نابليون” لشركات
السمك في هونج كونج.
ويُمكِن ردُّ بدايات طُرقِ الصيد الجائر التي يتّبعها الباجاو للحرب العالمية
الثانية حيثُ تعرّفوا على استخدام الديناميت في الصيد. ومنذ ذلك الحين
سبّب الباجاو ضرراً بالِغاً لمناطِق صيدهم والتي هي بطبيعة الحال مناطق
سُكناهم.
ولتزدادَ الأمورُ سوءًا فقد شرَعَ الباجاو بالصيدِ مُستخدِمين مُركّبات عالية
السُمّيّة كـ”سينايد البوتاسيوم” الذي يُطلِقونه على الأسماك المستهدفة،
فيشلّها، مما يُتيح لهم بيعها حيةً. ولكنه يُلحِقُ أضراراً جسيمةً بالشُعَب
المُرجانية.