قال:
استيقظت على صوت سعال أبي ليلا، تقلبت في سريري محاولا النوم
دون فائدة فقمت أسأله ما اذا كان بخير لكنني صدمت بحرارته المرتفعة.
أمي توفيت منذ سنتين وشقيقتي تزوجت لتأسس عشها الخاص بها وهكذا
بقيت وحيدا مع أبي.. حاولت إقناعه بالزواج ثانية لكنه رفض بحجو أنه
سيموت قريبا بسبب السكري الذي يلازمه
أخافني وضعه وبسرعة نقلته إلى أقرب مستشفى ليخبرني الأطباء أنها
أعراض الكورونا.
لكن أبي لا يخرج إلا نادرا
كيف انتقل إليه المرض؟
هل أنا...
وعند كلمة "أنا" أصيب لساني بشلل
هل أقول السبب أم القاتل
قاتل أبي
أمرني الأطباء بأخذه بعيدا لأنهم لا يملكون سريرا يحتوي جسد
أبي غضبت.. صرخت.. ثم بكيت وتوسلت والنتيجة واحدة..
نحن آسفون
اتصلت بمعارفي واحدا واحدا ولا أحد استطاع المساعدة
أبي يختنق.. جسده يرتجف.. وحرارته تأبى الانخفاض
ينظر إلي بعينين متوسلتين وأقف أمامه بعجز العالم كله
أشاهده يموت ببطئ وألم..
قيل لي أن المرض لا يصيب سوى الكبار ولهذا خرجت برفقة
أصدقائي
مناعتي تحميني وشبابي يضمن الفوز بالحرب ضد المرض
وها أنا ذا أفقد أبي
بل فقدته
وللدقة قتلته
هدية لمن يرددون عبارة "لا يصيب سوى كبار السن"