روي عن أهل البيت عليهم السلام أحاديث تحذر الناس من ارتكاب الذنوب
والوقوع في المعاصي ، ونستعرض هنا قبسات من كلماتهم عليهم السلام
فمما ورد عنهم عليهم السلام :
1 ـ قوله عليه السلام (أشد الذنوب ما استخف به صاحبه) ، فإن الذنب
الصغير بسبب الاستخفاف ينقلب إلى ذنب كبير ، فإن من استخف بمعصية
الله فإنه إنما استخف في حقيقة الأمر بالله سبحانه .
2 ـ قوله عليه السلام : (لا يغرنك ذنب الناس عن ذنبك) ، فإن العاقل من
أصلح حاله ونظر إلى ذنبه فتاب منه لأنه هو الذي يسأل الله عنه ويحاسب
عليه ، وأما ذنوب الناس فلا يسأل الله عنها إلا من ارتكبها .
3 ـ قوله عليه السلاماحذروا سطوات الله وهي أخذه على المعاصي) فإن المرء لا يأمن أن يموت أو ينزل الله به نقمته وهو على معصيته ، فما أسوأ
حال من يفد على الله وهو على معصيته .
4 ـ قوله عليه السلام : (لا تستقلوا قليل الذنوب ، فإن قليل الذنوب يجتمع
حتى يكون كثيراً) ، فإن قلة الذنوب تنقلب إلى كثرة بسبب المداومة عليها ،
مع أن الذنوب الصغيرة تتحول إلى ذنوب كبيرة ، لأن الإصرار على الصغيرة
يصيرها كبيرة .
5 ـ قوله عليه السلام : (أقل ما يلزمكم الله أن لا تستعينوا بنعمه على معاصيه)
فإن كل معصية يرتكبها المرء إنما يرتكبها بعضو من أعضائه ، وكلها من نعم
الله سبحانه ، فمن اللؤم أن ينعم الله على العبد بنعمة ، ويعصيه بها .
6 ـ قوله عليه السلام : (اذكروا انقطاع اللذات وبقاء التبعات) ، فإن من أراد
أن يفعل المعصية أو يترك طاعة ، فليذكر أن هذه المعصية ستنتهي لذتها وتبقى
تبعتها وإثمها ، وليذكر شقاء العصاة الذين ماتوا ، وليتساءل : ماذا بقي لهم من
لذاتهم .
7 ـ قوله عليه السلام : (اتقوا المعاصي في الخلوات ، فإن الشاهد حاكم)
فإن من عصى ربه في خلواته فقد جعله أهون الناظرين لأنه لا يرتكب معصيته
لو نظر إليه أقل الناس فالله سبحانه أولى أن يُخجل منه ، لأنه هو الشاهد الذي
يحاسب الناس على ذنوبهم .
8 ـ قوله عليه السلام : (إن العقلاء تركوا فضول الدنيا فكيف الذنوب وترك
الدنيا من الفضل ، وترك الذنوب من الفرض) ، فإن العقلاء تركوا من الدنيا
ما لا يليق بهم فعله وإن كان جائزاً لهم ، ولكنهم تركوه رغبة في إدراك الفضل
والكمال فكيف لا يتركون ما لا يجوز لهم وهو الذنب الذي تركه مع كونه كمالاً
فهو أيضاً فرض من الله سبحانه .
9 ـ قوله عليه السلام : (إن العبد ليذنب الذنب فيزوى عنه الرزق) ، فإن
الذنوب لها آثار وضعية في الدنيا منها : تضييق الرزق ، ومحق العمر وعدم
استجابة الدعاء ، ونزول البلاء كالمرض والقحط والغلاء وغيرها ، وعدم
التوفيق للخير والطاعات .
10 ـ في الحديث القدسي أن الله سبحانه قال (إذا عصاني من عرفني سلطت
عليه من لا يعرفني) ، فإن من آثار الذنوب وقوع البلاء لمرتكب الذنب ولا
سيما إذا عمل المعصية وهو يعلم بها ، ويعلم أن الله مطلع عليه ، ومحاسبه
ومعاقبه ، وأنه ساخط على فعله
منقول