“من لطف الله ورحمته و حكمته
حين تقوم بالعبادات من أجل الدنيا..،يحرمك الدنيا ، حتى يعود الإخلاص
إلى قلبك ،و تعتاد العبادة للملك الرحيم ثم يعطيك ولا يُعجزه،
أن يعجل لك عقوبته على ذنوبك،حتى تُعجّل أنت التوبة، فيغفر لك ويطهرك
ولا يدع قلبك تتراكم عليه الذنوب.. حتى يغطيه الرّان فتعمى،
أن يضع أمامك الأشخاص إما الذين يجعلونك تحمد الله على نعمته عليك،
أو تستغفر الله على تقصيرك في حقه،
أن يُريك الناس الذين تحسدهم من أهل الدنيا،فيكشف لك بلاءاتهم التي يشيب
لها الرأس !،حتى تعلم أنه حكيم وعدل ، وأنه ما ظلمك.. إنما لطف بك،
أنك كلما انتقدت عطاياه ، وتسخطت على اختياراته لك،وركزت على نقائصها
سلبها منك ، حتى تدرك قيمتها، فتتعلم الشكر . . والأدب معـه سبحانه
أن يُعينك في بداية التزامك ويشرح صدرك ،و ييسر عليك ، حتى تثبت ، ثم
يبتليك بما تُطيق،ليمحص قلبك . . و يـرفع درجتـك،
أنك إذا ألححت على شيء وأصررت في طلبه،متسخطاً على قدر الله ؛ يعطيك
إياه حتى تذوق حقيقته، فـ تبغضه و تعلم أن اختيار الله لك كان خير،
أن يراك غافلاعن تربيته وتُفسر الأحداث كأنها تحدث وحدها،فيظل يُريك من
عجائب أقداره ، وسرعة إجابته للـدعاء،حتى تستيقظ وتُبصر،
أن يؤخر عنك الإجابة ، حتى تستنفذ كل الأسباب،وتيأس من صلاح الحال ثم
يُصلحه لك من حيث لا تحتسب،حتى تعلم من هو المُنعم على الحقيقة،
أنه يعلم في قلبك مرضاً أنت عاجز عن علاجه باختيارك، فيبتليك بصعوبات ،
تخرجه رغماً عنك تألمت قليلاً ، ثم صرت تضحك،
قد يبتليك ليستخرج من قلبك عبودية : الصبر والرضى، وتمام الثقة به هل
أنت راض عنه لأنه أعطاك،
أم لأنك واثق أنه الحكيم الرحيم ؟،
قد يبتليك الله بالأذى ممن حولك ، حتى لا يتعلق قلبك، بأي أحد لا أم ولا
أب ، لا أخ ولا صديق ؛ ليعلّق قلبك بهِ وحده
قد يمنع عنك رزقا تطلبه ، لأنه يعلم أن هذا الرزق وقته لم يأت، و سيأتي
في أروع وقت ممكن،
قد ينغص عليك نعمة كنت متمتعاً فيها،لأنه رأى أن قلبك أصبح “مهموما”
بالدنيا! فأراد أن يريك حقيقتها ، لتزهد فيها و تشتاق للجنة