ثم باستقراء الأرقام الواردة في القرآن الكريم، نجد أنه اشتمل على الأرقام
العشرية كلها.
فالرقم (واحد) ورد في العديد من الآيات، من ذلك قوله سبحانه : {كان
الناس أمة واحدة} البقرة: 213 وأكثر ما ورد هذا الرقم في الآيات التي
تؤكد على وحدانية الخالق:كقوله تعالى:{وإلهكم إله واحد}(البقرة:163)
وهذا الرقم ورد بصيغتي التذكير (واحد)، والتأنيث (واحدة).
والرقم(اثنان)ورد في مواضع من القرآن مفرداً ومركباً من ذلك قوله تعالى:
{يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت حين الوصية اثنان
ذوا عدل منكم} (المائدة:106) وقوله تعالى:{وقال الله لا تتخذوا إلهين
اثنين} (النحل:51). وهذا الرقم ورد بصيغتي التذكير والتأنيث أيضاً.
والرقم(ثلاثة) ورد في مواضع غير قليلة من القرآن من ذلك قوله سبحانه:
{لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة}(المائدة:73) وقوله أيضاً:{وكنتم
أزواجا ثلاثة} (الواقعة:7).
والرقم (أربعة) ورد في مواضع من القرآن، من ذلك قوله تعالى:{لولا جاؤوا
عليه بأربعة شهداء} (النور:13)، وقوله سبحانه: {وقدر فيها أقواتها في
أربعة أيام} (فصلت:10).
والرقم (خمسة) ورد في مواضع من القرآن من ذلك قوله سبحانه:{ما يكون
من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم} (المجادلة:7)،
وقوله تعالى: {ويقولون خمسة سادسهم كلبهم} (الكهف:22).
والرقم (ستة) ورد في مواضع من القرآن، من ذلك قوله تعالى: {إن ربكم الله
الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام} (الأعراف:54). وأكثر ما ورد
هذا الرقم في بيان المدة التي خلق الله فيها السماوات والأرض.
والرقم(سبعة)ورد في مواضع من القرآن من ذلك قوله سبحانه في ذكر أبواب
جهنم:{لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم}(الحجر:44) ومنه قوله
تعالى:{والبحر يمده من بعده سبعة أبحر} (لقمان:27). وهذا الرقم أكثر ما
ورد في وصف السماوات بأنها سبع، كقوله تعالى:{فقضاهن سبع سماوات في
يومين} (فصلت:12).
والرقم (ثمانية) ورد في مواضع من القرآن، من ذلك قوله تعالى: {وأنزل لكم
من الأنعام ثمانية أزواج}(الزمر:6) ومنه أيضاً قوله عز وجل:{ويحمل عرش
ربك فوقهم يومئذ ثمانية} (الحاقة:17).
والرقم (تسعة) ورد في مواضع من القرآن من ذلك قوله سبحانه:{وكان في
المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون}(النمل:49) ومن ذلك
قوله تعالى: {ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات} (الإسراء:101).
والرقم (عشرة) ورد في مواضع عديدة من القرآن من ذلك قوله سبحانه في
كفارة اليمين : {فكفارته إطعام عشرة مساكين} (المائدة :89 ) ومن ذلك
أيضاً قوله تعالى: {من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها} (الأنعام:160).
ومن الأعداد المركبة ورد في القرآن الأعداد التالية : قوله سبحانه في قصة
يوسف عليه السلام:{إني رأيت أحد عشر كوكبا}.وقوله سبحانه:{إن عدة
الشهور عند الله اثنا عشر شهرا}. وقوله عز وجل في ذكر عدد خزنة جهنم:
{عليها تسعة عشر}. ولم يرد غير هذا من الأعداد المركبة.
وألفاظ العقود وردت جميعها في القرآن ، فالرقم (عشرة) ورد مفرداً ومركباً،
ومذكراً ومؤنثاً، وتقدمت أمثلته، ونضيف إليها قوله سبحانه: {فانفجرت منه
اثنتا عشرة عينا} (البقرة:60).
والرقم (عشرون) ورد في قوله تعالى:{إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا
مائتين} (الأنفال:65). ولم يرد هذا الرقم إلا في حالة الرفع.
والرقم (ثلاثون) ورد في قوله سبحانه : {وحمله وفصاله ثلاثون شهرا}
(الأحقاف:15)، وورد هذا الرقم في حالة النصب في قوله تعالى:
{وواعدنا موسى ثلاثين ليلة} (الأعراف:142) ، ولم يرد هذا الرقم في
غير هذين الموضعين.
والرقم (أربعون) ورد في قوله تعالى : {وإذ واعدنا موسى أربعين ليلة}
(البقرة :51) ولم يرد هذا الرقم إلا في حالة النصب.
والرقم (خمسون) ورد في قوله سبحانه: {ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه
فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما}(العنكبوت:14) وقوله سبحانه:
{تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة}
(المعارج:4). ولم يرد هذا الرقم في غير هذين الموضعين.
والرقم (ستون) ورد في موضع واحد فقط، وذلك في بيان كفارة الظهار
في قوله سبحانه: {فمن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا} (المجادلة:4).
والرقم (سبعون) ورد في قوله تعالى : {واختار موسى قومه سبعين
رجلا} (الأعراف:155) وقوله سبحانه : {ثم في سلسلة ذرعها سبعون
ذراعا فاسلكوه} (الحاقة:32).
والرقم (ثمانون) ورد في موضع واحد فقط، وذلك في بيان حد القذف في
قوله تعالى: {فاجلدوهم ثمانين جلدة} (النور:4).
والرقم (تسعون) ورد في موضع واحد أيضاً، وذلك في قوله تعالى: {إن
هذا أخي له تسع وتسعون نعجة} (ص:23).
ومن أعداد (المئات) ورد الرقم (مئة) في مواضع من القرآن، منها قوله
تعالى: {فأماته الله مائة عام ثم بعثه} (البقرة:259)، ومنها أيضاً قوله
سبحانه: {مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع
سنابل في كل سنبلة مائة حبة} (البقرة:261).
ومن مضاعفات الرقم (مئة) ورد الرقم (مئتان)، وذلك في قوله سبحانه:
{إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين} (الأنفال:65)، وقوله
أيضاً: {فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين} (الأنفال:66)، ولم يرد
هذا الرقم في غير هذين الموضعين.
والرقم (ثلاث مئة) ورد في قصة أصحاب الكهف، في قوله تعالى: {ولبثوا
في كهفهم ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعا} (الكهف:25)، ولم يرد في غير
هذا الموضع.
والرقم (ألف) ورد في مواضع من القرآن، منها قوله سبحانه: {ومن الذين
أشركوا يود أحدهم لو يعمر ألف سنة} (البقرة:96).
ومن مضاعفات الرقم (ألف) ورد الرقم (ألفان)، في قوله سبحانه: {وإن يكن
منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله} (الأنفال:66) ولم يرد في غير هذا الموضع.
ومن مضاعفاته أيضاً الرقم (ثلاثة آلاف)، ورد قوله تعالى: {إذ تقول للمؤمنين
ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين}(آل عمران:124).
ولم يرد في غير هذا الموضع. ومن مضاعفاته أيضاً الرقم (خمسة آلاف)، ورد
في قوله سبحانه: {هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين}
(آل عمران:125)، ولم يأت في غير هذا الموضع.
ومن مضاعفات الرقم (ألف) أيضاً، ورد الرقم (مئة ألف)، في قوله تعالى:
{وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون} (الصافات:147).
وورد جمع الرقم (ألف) في قوله سبحانه: {ألم تر إلى الذين خرجوا من
ديارهم وهم ألوف حذر الموت} (البقرة:243). ولم يرد هذا الجمع في
غير هذا الموضع.
أما ما جاء من أسماء الأعداد في القرآن - وهو ما كان على صيغة مَفْعَل
وفُعَال- فقد جاء من الأرقام واحد إلى أربعة فقط، وذلك في قوله تعالى:
{قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى} (سبأ:46) وقوله
سبحانه:{فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع} (النساء:3)
وقوله عز وجل:{جاعل الملائكة رسلا أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع}
(فاطر:1). ولم يأت -بحسب هاتين الصيغتين- غير هذه الآيات الثلاث.