اقنعة من الجبس ...

اقنعة من ... الجبس !!
اختفت المشاعر الانسانية الرقيقبة من حياتنا ... لم تصادفنا فى طريق الحياة ... ولافى ممرات الطرق ...
غابت فجأة عن وجودنا دون أن نمهلنا أو تنذرنا كى نتخذ احتياطاتنا الانسانية ... أو كى نحتفظ بمخزون
استراتيجى يسد احتياجنا فى أيام الجفاف العاطفى .
تفيرت طبيعتنا نحن الذين كنا نمنح للحياة طعما ... ونملأ الدنيا ضحكا ... والوجود سعادة ... ونأمر الشمس
فتشع دفئا ونسامر القمر فيحيل ليلنا حبا وحنانا .
صارت أحاديثنا تدور حول الماديات وتتزاحم حول المصالح وتستباح من أجل الخدمات ... وتهان تحت
أقدام النفاق ... وتنزلق فى متاهات الغضب ... وتحتد فى تيارات الاساءة ... وتستغيث من اشتباكات العنف .
لم تعد أمسياتنا تنساب رقة وعذوبة وشجنا ... ولم تعد الحاننا تتهادى حول نغماتنا ولا موسيقانا تنساب
فى أحضان مبدعينا ... ولا أشعارنا تستلقى بدلال فى ابيات شعرائنا !!
صار الكلام سفيها ... والوعد مهزوما ... والحلم مسحوقا ... والصدق مكذوبا ... والسلام منكوبا ...
لم يعد اطفالنا أطفالا ... ولاكبارنا كبارا ... فقد الصفير براءته ... والكبير شجاعنه ... والشاب كرامته ... والشيخ هيبته .
زادت الهموم والغيوم فى حياتنا ... وانسحبت الابتسامة من على مساحات وجوهنا ... احتكرنا ملامح الكأبة
...وتنازعنا تفاصيل التكشيرة ... وخاصمنا السماحة ... وألغينا الشهامة .
ادعينا التدين ... والتحفنا بفطاء وكساء ولحية ... ونسينا قيما وخلقا وسلوكا ... أبدعنا الأشكال ... وأهدرنا
المضامين ... خلطنا الحابل بالنابل ... والطالح بالصالح ... حللنا الحرام وحرمنا الحلال !!
تقازمت أفكارنا وازدادت حمقاتنا ... انشغلنا بالتفاهات ونبذنا الأولويات ... ظللنا نتكلم ونتكلم فى فراغ
صاخب ... فصار لا أحد يسمع أحدا وأحد ينصت لأحد ... تراجعت خطانا ... وتراجعت احوالنا ... وانهزمت
ضمائرنا ... وغابت رؤيتنا... ... وتكثنا بوعودنا ... ومازال الجميع يتكلم ويتكلم ويتكلم ... ولكن
لاأحد يسمع ... ولاأحد ينصت ... وبالتأكيد لاأحد ... يفهم !!.
هل أنا متشائمة ربما ... هل أنا لم أعد أفهم مؤكد ... هل أنتم مثلى ... أرجو ألا تكونوا !!