توصلت دراسة بريطانية حديثة إلى أن الأطفال الذين يتمتعون بذاكرة جيدة
هم أفضل في اختلاق الأكاذيب وشملت الاختبارات التي قام بها باحثون من
جامعات نورث فلوريدا وشيفيلد وستيرلينغ اختاروا 114 طفلا من أربع
مدارس بريطانية، تراوحت أعمارهم بين ست وسبع سنوات منحوا فرصة
للغش في مسابقة أسئلة ثم الكذب بشأن تصرفاتهم.
وكشفت نتائج البحث أن الأطفال الذين أجادوا الكذب أظهروا أداء أفضل في
اختبارات الذاكرة الشفهية، التي اعتمدت على عدد الكلمات التي يمكنهم
تذكرها. وفسر الباحثون ذلك أن الأطفال جيدون في التعامل مع قدر كبير
من المعلومات، حتى إذا كانوا يختلقون أكاذيب غريبة.
واستخدم الباحثون كاميرات سرية أثناء مسابقة الأسئلة، وتمكنوا من تحديد
الأطفال الذين اختلسوا إجابة سؤال عن أمر غير واقعي، على الرغم من أنه
طُلب منهم ألا يفعلوا ذلك.
وأشارت الدراسة إلى أن الآباء تفاجأوا من أن 25 بالمئة فقط من الأطفال
قد غشوا باختلاس النظر إلى الإجابة. وتمكن الباحثون بعد طرح مزيد من
الأسئلة، من تحديد من الذي يكذب جيدا ومن الذي يتسم كذبه بالضعف.
وركز الباحثون على قدرة الأطفال على الاستمرار في اختلاق قصة مضللة
جيدة لكذبتهم.
وفي اختبارات منفصلة للذاكرة، أظهر من يكذبون جيدا مستوى أفضل في
تذكر الكلمات، لكنهم لم يظهروا أي أدلة على إجادتهم لتذكر الصور.
وذكرت الدراسة أن ذلك يرجع إلى أن الكذب يتطلب تتبع قدر كبير من
المعلومات اللفظية، بينما الاستمرار في تتبع الصور أمر أقل أهمية. وأكدت
إيلينا هويكا ، الطبيبة النفسية المتخصصة في مجال نمو الأطفال بجامعة
شيفيلد، أنه ثمة جانب إيجابي في أن يكذب الطفل.
وقالت “بينما لا يفخر الآباء عادة عندما يكذب أبناؤهم، يمكنهم على الأقل
أن يسعدوا لاكتشاف أن أبناءهم يجيدون الكذب، فذلك يعني أنهم سيصبحون
أكثر قدرة على التفكير ولديهم مهارات ذاكرة جيدة”. وبينت هويكا أن
العلماء يرغبون حاليا في معرفة المزيد عن الكيفية التي يتعلم بها الطفل
أن يكذب لأول مرة.