توت عنخ آمون هو أحد فراعنة مصر القديمة من الأسرة الثّامنة عشر، وهو
ابن الملك أخناتون الّذي حكم مصر مدّة سبعة عشر عاماً، وابن الملكة نفرتيتي
الّتي اشتُهرت بجمالها، ويعدّ توت عنخ آمون من أشهر الفراعنة في وقتنا هذا
لأسبابٍ لا تتعلّق بإنجازاته وبطولاته، بل تتعلّق بالظّروف الغامضة الّتي أحاطت
بأسباب وفاته في سنٍّ صغيرة، وبسبب اكتشاف مقبرته وكنوزه كاملةً دون أن
يصيبها أيّ تلف.
فترة الحكم
تولّى توت عنخ آمون الحكم صغيراً وهو في التّاسعة من عمره، ومن أهمّ
الأحداث الّتي حصلت خلال تولّيه الحكم الثّورة الّتي جرت من تل العمارنة ضدّ
القرارات الّتي اتّخدها والده أخناتون قبل وفاته بنقل العاصمة من طيبة إلى أخت
أتون بالمنيا ومحاولته لتوحيد آلهة مصر المعبودة إلى شكل إلهٍ واحدٍ وهو آتون
وقام توت عنخ آمون بعد ثلاث سنواتٍ من حكمه أي عند بلوغه الحادية والعشرين
من عمره بإلغاء قرار توحيد الآلهة ورفع الحظر عن عبادة آلهة مختلفة.
الوفاة
لا زال سبب وفاة توت عنخ آمون المبكّر مجهولاً وغامضاً وتعدّدت النّظريّات
المتعلّقة بهذا الأمر، حيث كان يعتقد أنّ سبب وفاته هو اغتيالٌ قام به وزيره
خبرخبرو رع آي وكان سبب هذا الاعتقاد هو زواجه من أرملة الفرعون بعد
وفاته وتوليه الحكم لفترةٍ قصيرة ، والعثور على كسرٍ في عظم فخذه الأيمن
وفتحةٍ في جمجمته الّتي قد تدلّ على تلقّيه لضربةٍ على الرّأس، بينما رجّحت
الدّراسات والتّصوير الثّلاثيّ الأبعاد أن سبب وفاته قد يكون لتعرّضه لكسرٍ في
عظم ساقه والتهابه وبالتّالي وفاته.
كما أظهرت الدّراسات الحديثة الّتي أُجريت على توت عنخ آمون بأنّه كان
قصير القامة حيث لم يزد طولهأ عن 70 سم، وأنّ حجم جمجمة رأسه كان
أكبر بكثير من الحجم الطّبيعيّ ممّا يدلّ على احتماليّة إصابته بمتلازمة مارفان
الوراثيّة والّتي قد تسبّب الوفاة المبكّرة، بينما أظهرت دراساتٌ مصريّةٌ حديثةٌ
أنّ سبب وفاته قد يكون نتيجةً لتعرّضه لتسمّمٍ في الدّمّ ناتجٍ عن كسر عظم
ساقه، والّتي يؤدّي بدوره إلى الإصابة بالكانكرين والّذي يعني موت خلايا
الجسم وتحلّلها.
أظهرت آخر الدّراسات احتماليّة موته بسبب إصابته بمرض الملاريا والّذي
كان منتشراً بكثرةٍ في القدم، كما أظهرت الدّراسات تعرّضه إلى عددٍ من
الأمراض الوراثيّة نتيجةٍ لخللٍ جيني.
تمّ اكتشاف قبر توت عنخ آمون صدفةً في وادي الملوك عندما قام البريطاني
هوارد كارتر عالم الآثار المتخصّص بتاريخ مصر بملاحظة قبوٍ كبير، أثناء قيامه
بحفريّاتٍ مؤدّيةٍ لقبر رمسيس السّادس، وبدأ بالحفر والتّنقيب حتّى وصل إلى
غرفة ضريح توت عنخ أمون ووجد رسوماتٍ رائعةٍ تحكي قصّة وفاته، ليكون
بذلك أوّل شخصٍ يطأ غرفة القبر.