اختص الله محمدًا صلى الله عليه وسلم بخير الأصحاب وأفضل الأتباع الذين
كانوا خير دليل على حسن تعليمه وبيِّنة عملية على كمال تربيته، وشاهدًا
تاريخيًّا على أثره العظيم في تحويل جيل كامل من جاهلية جهلاء ومعيشة
ظلماء وعقائد عوجاء وارتكاسات حمقاء إلى عقيدة التوحيد والنقاء وشريعة
العفة والصفاء إلى كمال بشري وسمو أخلاقي قد بلغ عَنان السماء
قال الله تعالى {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ
تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ
السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآَزَرَهُ
فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ
آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} [الفتح 29].