العابد
اعلام خاصة : سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ الجنس : عدد المساهمات : 56607 تاريخ التسجيل : 16/10/2011 الموقع : الاسكندرية المزاج : مشغول
| موضوع: الأدب المفرط .. .. ميزة أم عيب ؟ الخميس 28 مارس 2013 - 17:56 | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
الأدب المفرط .. .. ميزة أم عيب
الأدب هو ملح العلاقات الاجتماعية ، قليل منه يحيل الحياة الاجتماعية المعقدة " إلى حياة اكثر بساطة وتناغما .. اما إذا زاد على الحد " فهو يلقى بظلال الشك وعدم المصداقية في عيون الآخرين .. وصار اقرب الى الإعاقة الاجتماعية التي تزيد الحياة تعقيدا .. فما هو المعيار الأمثل للأدب ؟ وما الذي يعكسه الادب المفرط تبعا لرأي الطب النفسي ؟ . الإنسان مفرط الادب ، او المهذب اكثر من اللازم ، هو نموذج بشري نلقاه في كل مكان .. أينما ذهب ، نجدذ يطرح التساؤلات في الاذهان ، يثير اعجاب البعض وسخرية البعض الآخر .. لسانه لا يتوقف عن ترديد عبارات الشكر حتى اذا عومل بفظاظة .. هذا الى جانب عبارات اخرى كثيرا ما يتغنى بها بداع او دون داع مثل " سامحني أنا آسف لو سمحت .... إلخ " .. فمثل هذا الانسان يحرص دائما على نقل رسالة اللا الآخرين مضمونها " أنا مهذب " والحقيقة ان الشخص المهذب يتخذ من ادبه المبالغ فيه درعا يحميه من تعدي الآخرين وهجومهم وسخريتهم ، ويساعده على الحفاظ على مسافه مناسبة بينه وبينهم ، وهو يهدف من وراء ذلك إلى وضع حدود لعلاقتهم بعيدا عن الالفة الكاملة معه وعدم السماح لهم بالتطاول عليه .. ولاشك ان التربية تلعب دورا في تحديد مقياس الادب لدى الطفل منذ الصغر .. فلا داعي لاجبار الطفل على تحيه فلانه او شكر فلان ، وعلينا اولا التأكد من تقبل الطفل المبدأ نفسه ، حتى يصبح الادب بالنسبة له وسيله لتسهيل عملية التواصل الاجتماعي امامه اذا ما عجز عن الاعتماد على فطرته .. اما الطفل الذي يفرض عليه الاسلوب المهذب فرضا ، فقد يأتي بردود فعل عكسية ، إذ يقيم مع الآخرين علاقات جافة يسيطر عليها الاحتقار والتباعد ، بل والرفض احيانا . اما عن علاقه الادب بالصدق ، لا يجوز لنا ان نعتبر الادب نوعا من النفاق ، كما ان الصدق لا يعني قول كل شئ ... وما اعتبره انا حقيقة ليس بالضروره حقيقة بالنسبة إلى الآخرين . اما الأدب المبالغ فيه ، فيعكس لدى الإنسان نقصا في الثقة بالنفس وخوفا من عدم تقبل المجتمع وحبه له واعترافه ب
|
|