العابد
اعلام خاصة : سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ الجنس : عدد المساهمات : 56607 تاريخ التسجيل : 16/10/2011 الموقع : الاسكندرية المزاج : مشغول
| موضوع: الأصـل في نفسية المؤمن الخميس 28 مارس 2013 - 16:20 | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
الأصـل في نفسية المؤمن
قالت له: أخشى على نفسي إذا فرحت .. أشعر أن ثمة شيء ما سيفسد الفرحة فقال لها: لا..! هذا من الشيطان إياك أن تقعي في هذه الوسوسة لسببين الأول-أن الأصل في المؤمن..هو سعادة القلب واطمئنان النفس..وطربه.. هكذا على طول حتى مع المصائب أعاذنا الله وإياكم الثاني-أن هذا يفتح باب شؤم والمؤمن من عظمته لايكون أسير لحظته بل يستطيع أن يكون سعيدا ثم يقول آخر: الإيمان الصحيح هو بشاشة الروح وإعطاء الله الرضى من القلب .. ثقة بوعده ورجاةً لما عنده ومن هذين يكون الاطمئنان وبالبشاشة والرضى والثقة والرجاء .. يصبح الإيمان عقلاً ثانياً مع العقل فإذا ابتلي المؤمن بما يذهب معه الصبر ويطيش له العقل وصار من أمره في مثل الجنون بَرَزَ في هذه الحالة عقله الروحي وتولى سياسة جسمه حتى يُفيق العقل الأول ويجيئ الخوف من عذاب الله ونقمته في الآخرة فيغمر به خوف النفس من الفقر أو المرض أو غيرهما فيقتل أقواهما الأضعف ويُخرج الأعز منهما الأذل . وانظر .. أما تبتلى الشجرة الخضراء في بعض أوقاتها بمثل ما يُبتلى به الإنسان غير أن لها عقلا روحانياً في داخلها يمسك الحياة عليها ويتربص حالاً غير الحال ومهما يكن من أمر ظاهرها وبلائه .. فالسعادة كلها في داخلها.. ولها دائما ربيع على قدْرها حتى في قُرّ الشتاء فالاطمئنان بالإيمان هو قتل الخوف الدنيوي بالتسليم والرضى أو تحويله عن معناه بجعل البلاء ثواباً وحسنات أو تجريده من أوهامه باعتبار الحياة سائرةً بكل مافيها إلى الموت وهو بهذا عقلٌ روحانيٌّ له شأن عظيم في تصريف الدنيا يترك النفس راضيةً مَرضيَّة تقول لمصائبها وهي مطمئنة: ... نعم وتقول لشهواتها وهي مطمئنة: ...لا .
|
|