هي لاَمُ الابتداءِ بَعدَ "إن" المكسورة، وسُمِّيَت مُزَحلَقَةً لأنهمَ زَحلَقُوها
عن صَدْرِ الجملةِ كَراهيَةَ ابتداءِ الكلامِ بِمؤَكِّدَينِ ولها أربعةُ مَواضعَ:
(1)خبُر "إن" بثلاثَةِ شُرُوطٍ:
كَونِه مُؤَخَّراً، مُثبَتاً، غَيرَ ماضٍ، نحو: {إنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ} (الآية
"39" من سورة إبراهيم "14" )، {وإنَّكَ لتَعَلَمُ مَا نُرِيدُ} (الآية
"79"من سورة هود "11" ) . {وإنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} (الآية
"4" من سورة القلم"68"). فإن قُرِنَ الماضِي بـ "قَد" جاز دُخُول
اللاَّم عليه، نحو "إنَّ الغائب لَقَدْ حَضَر" .
وأجازَ بَعضُهم (الأخفش والفراء وتبعهما ابن مالك) دُخُولَها على
الجَامِدِ لِشَبَهِهِ بالاسمِ، نحو "أنَّ إبراهيمَ لِنعمَ الرَّجُل".
(2) مَعمُولُ الخَبَر وذلك بثلاثةِ شُروطٍ أيضاً: تَقَدُّمُه على الخَبَر، وكَونُه
غيرَ حَال، وكونُ الخَبَر صَالِحاً لِلَّلامِ نحو "إنَّ زَيداً لَطَعَامَكَ آكِلٌ" .
(3) اسم "إن" إذا تأخّر: عن الخبر، نحو: {إنَّ في ذلك لَعِبرة}(الآية
"13" من سورة آل عمران "3" ) أو عَن مَعمُولِ الخَبَر إذا كان ظَرْفاً
نحو إن خالدا لعندك مقيم. وإن خالدا لفي دارك مقيم." أوجَارّاً ومَجرُوراً
نحو: "إنَّ في الدَّارِ لَزَيداً جَالِسٌ" .
(4) ضَميرُ الفَصل بِدونِ شَرْطٍ نحو: {إنَّ هَذا لَهُو القَصَصُ الحَقُّ} (الآية
"62" من سورة آل عمران "3" ).
ويُحكَمُ على هذه اللاَّم بالزِّيَادَةِ في غيرِ هذِهِ المواضع .