الغباوة آفه من آفات العقل ... ومصيبة من مصائبه ... وقانا الله واياكم شر الآفات والمصائب . والأصل فى الأنسان أنه سيد الكائنات... وهو سيد الكائنات لأن له عقلا ... والعقل أداة للفهم والمعرفة والتصرف ... أى أنه أداة للسيطرة على الارض . والعقل زينة كما يقولون الدهماء والعامة ... والعقل هو مناط التكليف كما يقول الأصوليون والشرعيون ... والعقل هو جوهرة الانسان كما يقول الجواهرجية وباعة الطماطم ... أى أن هناك اتفاقا على أهمية العقل بين جميع الناس سواء كانوا علماء أم باعة طماطم . والعقل هو القوة المدرعة فى الانسان ... وهو القوى التى تتصل أساسا بالحياة ... والموت الحقيقى هو توقف العقل عن العمل ... ويمكن أن يتوقف العقل وتنهار أجهزته بينما القلب لم يزل ينبض ... وفى هذه الحالة نحن أمام موت مؤكد ... وما نراه من نبض القلب وحركته ... ليس سوى اختلاجة. والعقل الأنسانى معجزة من معجزات الله عز وجل فى الكون ... ان فى العقل عشرة ألاف مليون خلية ... وطريقة عمل العقل معقدة أشد التعقيد ... ولم تزل فى معظمها أسرارا لم يدركها الطب بعد ولا أدركتها بقية العلوم . والذكاء صفة من صفات العقل ... كما أن الغباوة أفة من أفاته ... ولقد صارت هناك أجهزة لقياس الذكاء ... ومعرفة مستوياته ... وليست هناك أدوية لعلاج الغباء والقضاء على الغفلة . والذكاء كما نرى اقلية ... أما الغباء فانه هو الأغلبية ... ويشير القرأن الكريم الى هذه الحقيقة فى قوله تعالى : (وان تطع أكثر من فى الأرض يضلوك عن سبيل الله ) .