جميلة هي الأجواء الإيمانية التي يعيشها المسلم ، لحظات يكون فيها
بالقرب من خالقه ، يدعوه ، يذكره ، يسبّحه ..
لحظات يعود فيها إلى خالق الأكوان ، ينسى فيها ملذات الدنيا ويستشعر
فيها القرب من الله ، لحظآتٌ قلّما نعيشها هذه الأيام .
إننا في هذه الحياة نكاد نكون تائهين ، نبحث عن المال ، عن السعادة ،
عن كل مايُشبع رغباتنا
ونجول العالم لنجمع كل غالٍ ونفيس لتستمع بها أنفسنا وتقرّ بها أعيننا
ظنًا منّا أن هذه هي أسرار السعادة والراحة ، ولكن الواقع يقول غير
ذلك فكل متعة ناقصة ، وكل لحظة سعادة تأتي بعدها لحظاتٌ ثِقال تعكر
صفو حياتنا وبعد كل راحة لابد من وجود تعبٍ وشقاء ، وإنما الدنيا
دار إبتلاء وإمتحان تأخذُ منّا لتُعطينا ، وتُعطينا لتأخذ
إننا كثيرًا ما نأمل أن نعيش في هذه الدنيا ويطيل الله في أعمارنا لننعم
بملذاتها ونلهو ونمرح ونستمتع بدارٍ ليست بدارِ قرار فننغمس شيئًا فشيئًا
في هذه الحياة وننسى تلك اللحظات والنفحات الإيمانية ونزداد بعد ذلك تعبًا
ولهثاً ، لنقول أين السعادة !
لستُ من الزاهدين في الدنيا ، ولا أدعوا إلى الزهد المبالغ فيه
ألم نفكر يومًا في حياتنا وفي قربنا من الله ؟
ألم تشتاق أنفُسنا لتلك الأجواء الإيمانية ؟
للحظاتٍ نُعانقُ فيها السماء ، تتجلّى أرواحنا فيها وتخرّ لله سبحانه وتعالى
ندعوا الله ونعلم يقينًا أنه تعالى لا يرد لنا دعاء فإما أن يستجيبها لنا في
الدنيا أو يؤخرها إلى يوم القيامة
لكم نحتاج ان نقف مع أنفسنا ، لا لنقيّم أنفسنا ولا لنتفكر في حالنا في
الدنيا ، وإنما لنخرج قليلًا من وحل الدنيا لنتقرّب إلى الله بأرواحنا ونملأ
قلوبنا رضى وإيمان
لتسموا أرواحُنا وتعلوا وتستشعر النفحات الإيمانية بالقرب من الله ، ففي
تلكم السعادة ، ولا سعادة في غيرِ ذاك .