الله عز وجل يحب السترَ، ويأمر بستر العورات،
وهذا من كمال وعظيم رحمته وفضله،
فإنه سبحانه وتعالى يستر عباده فلا يفضحهم بما ارتكبوا من
معاص وسيئات، وستره سبحانه على عباده لا يقتصر على الدنيا
فقط،بل يشمل الدنيا والآخرة، قال الله تعالى:
{أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ
عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً}(لقمان:20)
"قال ابن عباس: النعمة الظاهرة: الإسلام والقرآن،
والباطنة: ما ستر عليك من الذنوب ولم يعجل عليك بالنقمة".
والسِّتر: صفة ثابتة لله تعالى بالسُنة النبوية الصحيحة،
و"الستير" معناه: أنه يحبُّ السّتر والصّون لعباده ولا يفضحهم،
كما أنه يحب مِنْ عباده الستر على أنفسهم والابتعاد عما يشينهم.
قال ابن الأثير في "النهاية":
"(سِتِّير): فعيل بمعنى فاعل: أي من شأنه وإرادته حب السِّتر
والصَّون".
وقال البيهقي: "(سِتِّير): يعني أنه ساتِرٌ يستر على عباده كثيرًا،
ولا يفضحهم في المشاهد
. كذلك يحبُّ من عباده السَّتر على أنفسهم، واجتناب ما يَشينهم"
. وقال المناوي: "(سِتِّير) أي: تاركٌ لحب القبائح، ساتر للعيوب
والفضائح".
وقال الطيبي: "المعنى إن الله تبارك وتعالي تارك للمقابح، ساتر
للعيوب والفضائح،
يحب الحياء والتستر من العبد".
وقال البغوي: " (سِتِّير) أي: ساتر للعيوب والذنوب، لا يهتك أستارهم.
(يحب الحياء والستر) أي: يحبُّ هاتين الصفتين من عباده".