مِن مبادئِ ما تتعلُّمُهُ عن السعادةِ أن تتعلّمَ تصنيفَ ساعاتِكَ وأيامِكَ
لتميِّزَ بينَ ساعةِ الصبرِ وساعةِ الشكر.
لا تقل: كلُّ الحياةِ نَكَد.
فهذه حِسْبةٌ خاطئةٌ من أوّلِها، مضادّةٌ للسعادةِ محاربةٌ لها، ولكنِ انتبه
لساعاتِ يومكِ، ولاحِظْ ودقِّقْ؛ تجدْ أنَّ الحياةَ مثلُ الحج:
تطوفُ حولَ الكعبةِ فتمرُّ على الزحامِ؛ فتقول: هذهِ ساعةُ صبرٍ وأجر.
ثم تمرُّ على انفساحٍ وسَعَةٍ؛ فتقول: هذهِ ساعةُ شكرٍ وأجر.
تركبُ مِن عرفةَ إلى مزدلفةَ وتَصِلُ بكلِّ يُسرٍ؛ فتقول هذهِ ساعةُ شكرٍ
وأجر.
ثم تسير على قدميك إلى الجمرات فتصل متعبا؛ فتقول: هذهِ ساعةُ
صبرٍ وأجر.
هذه هي الحياةُ تمامًا ، وهذا دورُكَ فيها، وهذا تفكيرُكَ الصحيحُ عنها.
تمرُّ بكَ الآلامُ؛ فتقولُ: هذهِ ساعةُ صبرٍ وأجر.
ثم تمرُّ بكَ المسرَّاتُ؛ فتقولُ: هذهِ ساعةُ شكرٍ وأجر
وهكذا تَجِدُ نفسَكَ تسيرُ مع الأقدارِ متقلِّبًا في الأجورِ
منشرحًا باستحضارِ وُعُودِ اللهِ عليها، غيرَ محتاجٍ لنظرياتِ الغربِ
والشرقِ عن مبادئِ السعادةِ ونهاياتِها