-إحياء سُنَّة سيدنا إبراهيم - عليه السَّلام -:
الله - عزَّ وجلَّ - يقول: ﴿ ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ
حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [النحل: 123].
قال الإمام ابن الجوزي في "زاد المسير":
قوله تعالى: ﴿ ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ ﴾ [النحل: 123]،
مِلَّتُه: دِينُه، وفيما أُمر باتِّباعه من ذلك قولان:
أحدهما: أنه أُمر باتِّباعه في جميع مِلَّتِه، إِلاَّ ما أُمر بتركه، وهذا
هو الظاهر.
والثاني: اتباعه في التَّبَرُّؤ من الأوثان، والتديُّن بالإِسلام، قاله أبو
جعفر الطَّبَري.
وفي هذه الآية دليل على جواز اتِّباع المفضول؛ لأنَّ رسولَنا صل الله
عليه وسلَّم - أفضلُ الرُّسل، وإِنما أُمر باتِّباعه؛ لِسَبْقِه إِلى القول بالحق.
2 - نتعلم منها الصبر والامتثال لأمر الله:
حينما نتذكَّر ما كان مِن الخليل وإسماعيل - عليهما السَّلام - من
الامتثال لأمر الله والثَّبات، ونرى إيثارهما طاعة الله ومَحبَّتَه على مَحبَّة
كلِّ شيء سوى الله، تَقْوى عزائمنا، وتتسابق هِمَمُنا في طاعة الله
عزَّ وجلَّ.
قال تعالى: ﴿ فلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي
أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ
مِنَ الصَّابِرِينَ * فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ * وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ
صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ *
وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ * وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ * سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ *
كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الصافات:
102 - 111].
3 - في الأضحية توسعة على الأهل والأقارب والجيران والأصدقاء
والفقراء:
وذلك يزيد الأُلْفة والْمَحبَّة بين المسلمين، وهذا أمر مطلوب ومَحْمود، لا
سيَّما في هذه الأيام المباركة.
4 - في الأضحية شكر لله - عزَّ وجلَّ -:
إنَّ نِعَم الله - عزَّ وجلَّ - كثيرة جدًّا، لا تُعدُّ ولا تُحْصى ﴿ وَإِنْ تَعُدُّوا
نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا ﴾ [إبراهيم: 34]، كنِعْمة الإيمان والطاعة،
والسمع والبصر، والمال والأولاد، وهذه النِّعَم تحتاج إلى شكر؛ لِبَقائها،
ومن طرُقِ شكر الله على نِعَمِه الإنفاق في سبيل الله، والأُضْحية من صور
شكر الله - سبحانه وتعالى.