قد تكون الحركة الطبيعية اليومية، عادة أساسية في إطالة العمر، لكن توجد
محرّكات أخرى نفسية ومجتمعية لها نفس الأهمية.
سكان جزيرة سردينيا الإيطالية يعيشون على نظام غذائي نباتي ولهم عادات
سلوكية قائمة على الحركة وكذلك العامل الأسري أيضاً. إذ أثبتت الدراسات
أن الآباء الذين أنجبوا بنات، يعيشون أكثر من غيرهم، فعندما تتقدم بهم السن
يجدون الرعاية والإحاطة النفسية والصحية اللازمة من طرف بناتهم، ما يخول
لهم عمراً أطول.
أما في مدينة أوكيناوا اليابانية، فالروابط الأسرية القوية والمتماسكة طيلة فترات
العمر، توفر أيضاً دعماً وإحاطة نفسية، تقلل من الضغوطات التي يمكن أن تؤثر
سلباً على حياة الإنسان، وبالتالي لا يموت في عمر مبكر.
سكان نيكويا، في كوستاريكا وجدوا في الحياة الهادئة، والتأمل في الطبيعة ملاذاً
وطريقة مُثلى للمحافظة على صحتهم العقلية والجسمية لتصمد أكثر في مواجهة
تعقيدات الحياة.
سكان نيكويا، قادرون على البقاء أحياء عقلياً وروحياً حتى سن 90 وما بعدها.
لوما ليندا، كاليفورنيا، الولايات المتحدة الأمريكية، هي المدينة الوحيدة في أمريكا
سكان المناطق الزرقاء حيث يحافظ سكانها على طقوسهم الدينية في كنيسة
بروتستانتية، توفر لهم السكينة النفسية فيواظبون على مبادئ روحية وعقائدية
مشتركة، ويجتمعون كل يوم سبت في الكنيسة للراحة والتفكير ومراجعة النفس،
ذلك ما يجعلهم يستمرون في الحياة أكثر بـ10 سنوات من باقي سكان الولايات
المتحدة.
أما في إيكاريا، اليونانية، فطول العمر مستمد من الشعور بالفخر والاعتزاز
بجزيرتهم. يستثمر ساكنوها بكل السبل لتحسين جودة الحياة فيها، حيث السهر
والاستجمام على ضفاف المتوسط، وقد يعيش 1 من 3 من الإيكاريين ليصل
إلى تسعينات العمر وغالباً ما يكونون بمنأى عن الإصابة من الخَرَفِ والأمراض
المزمنة.