رغم إختلاف التعبير في آيتين كريمتين من آيات القرآن الكريم بالنسبة
إلى ما يلقى في نار جهنم بهدف الاحراق لكن النتيجة واحدة و هي
الإحتراق، لكن هناك فرقاً لطيفاً بين التعبيرين.
قال الله عَزَّ و جَلَّ: ﴿ إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا
وَارِدُونَ ﴾ 1.
الحَصَبْ هي جمع حصبة و هي الحجارة و الحصى الصغيرة التي تُقذف
باليد أو بالآلات اليدوية وقد أكد القرآن الكريم بأن مصير العابدين للأصنام
كمصير الإصنام فكلها تُقذف في نار جهنم لتحترق.
و قال عَزَّ مِنْ قائل: ﴿ وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا ﴾ 2.
و القاسطون هم الجائرون عن الحق و المنحرفون عنه، و مصير هؤلاء
أيضاً هو الاحتراق في نار جهنم، لكن الفرق في التعبير فمرة قال الله تعالى
ان القاسطين هم حطب جهنم أي أنهم يحترقون كما يحترق الحطب، و مرة
عبَّر بأن الذين يعبدون الأوثان هم وقود جهنم أي المادة المشتعلة و التي
هي أعم من الحطب كما هو واضح، الأمر الذي يؤكده القرآن الكريم في
موضع آخر حيث يقول: ﴿ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا
النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ ﴾ 3.
و قد يُتصور فرقاً لطيفاً بين الحطب و الحصب، و هو أن الله عَزَّ و جَلَّ أراد
احتقار الأوثان التي تعبد من دون الله و تشبيهها بالحصى الصغيرة التي لا
قيمة لها و لا هيبة، فترمى في نار جهنم مع من كانوا يعبدونها، و الله
العالم.
المصادر
1.القران الكريم: سورة الأنبياء (21)، الآية: 98، الصفحة: 330.
2.القران الكريم: سورة الجن (72)، الآية: 15، الصفحة: 573.
3.القران الكريم: سورة البقرة (2)، الآية: 24، الصفحة: 4.