قال الله تعالى:
( يا أيها الناس إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم
بالله الغرور ) .
شبهت الدنيا برجل رأى في منامه ما يحب وما يكره
فبينما هو كذلك انتبه من نومه فإذا ليس في يديه شيء مما رأى.
فـ الدنيا كـ حكم ماض أو ظل زائل، وطالبها وكلنا يطلبها
مثل شارب البحر، يزداد عطشاً حتى يموت.
قال النبي صلى الله عليه وسلم:
( مالي وللدنيا؟ إنما مثلي ومثل الدنيا كراكب قال تحت شجرة ثم
تركها وراح). [الترمذي]
هذه الدنيا لم توصف إلا بأدنى الأوصاف.
وصفت: باللعنة
والغرور
والمتاع وغير ذلك.
قال تعالى:
( وفرحوا بالحياة الدنيا وما الحياة الدنيا في الآخرة إلا متاع ).
وقال تعالى:
( اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر
في الأموال والأولاد
كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفراً ثم يكون
حطاماً وفي الآخرة
عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور ).
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ما كان لله منها). [الترمذي] .
الدنيا لا تزن عند الله جناحة بعوضة
ولو وزنت ما سقى الكافر منها شربة ماء؟.
والدنيا سجن المؤمن، وجنة الكافر؟.
هذه هي الدنيا فلا نحرص عليها كل الحرص ولا نأسى على ما فاتنا فيها .
قال تعالى :
( وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ ۖ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ۖ وَأَحْسِن
كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ ۖ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ).
علينا أن نحيا في هذه الدنيا كما أمرنا الله ولما أمرنا به
وأن نعمرها بالخير والصلاح ونستمتع فيها بما يرضي الله عنا
ولا نأسى على ما فاتنا فيها لأن السعادة كل السعاده
فيها وبعدها لمن زحزح عن النار وأُدخل الجنه .
والشقاء كل الشقاء والتعاسة لمن حرم جنة
عرضها السموات والأرض.