الروح القدس : اختلف في تعريف ما هيته ، ومدى قدسيته ، ولكن جميع
الأديان الإبراهيمية قد أجمعت على أنه "كيان مقدّس" . أما في "المسيحية"
فيؤمن المسيحيون بأن الروح هي روح الله ، تقوم بإرشاد من الله للمؤمنين
وتكون دليلاً لهم في أيام حياتهم . وقد ذكر " الروح القدس" في عدّة مواضع
في الإنجيل ، وفي جميع الحالات كان يذكر بأن نفس المؤمن مملوءة بتلك
الروح ، لأن المؤمن يخلص في صلاته لله ، فيعطيه من روحه . ويحتوي
الكتاب المقدّس على العديد من العبارات المختلفة ، والتي تشير جميعها الى
روح القدس ، منها :- روح الله ، روح القداسة ، روح الله القدس ، روح
المسيح ، روح الحق ، الروح السخيّة ، عقل المسيح ، روح التبني ، روح
الحرية ، روح الرب ، الباراقليط ، اصبع الله . جاء في الديانتين ، اليهودية
والمسيحية ، بأن الروح الروح القدس ، لينقل الى الروح بعض صفات الكمال
حيث تعرف بـ(مواهب الروح القدس) ، وتتفاوت تلك المواهب بين الطوائف
المسيحيّة المختلفة ، فقد أشير إلى سبع مواهب في اللاهوت الأرثوذوكسي
والكاثوليكي وهي التي أقرها "أشعيا" وهي :- ( الحكمة ، المشورة التقوى
الفهم ، القوّة ، مخافة الله ، و العلم ) . وذكر أيضاً في اللاهوت المسيحي
بأن قرب الروح القدس من النفوس يؤدي الى مجموعة من العادات ، يطلق
عليها "الثمار المفيد للروح القدس" وهي اثني عشرة عادة : ( سلام فرح
صدقة ، أناة ، صبر ، خنوع ، منعطف ، صلاح ، تواضع ، إخلاص عفة
وكبح النفس ) . وتعطى هذه الثمار نتيجة الأعمال الفاضلة التي يقوم بها
الإنسان . وقد أشير بأن الروح القدس عبارة عن (كيان) يختلف عن الملائكة
ويكون مع الأوصياء و الأنبياء ، وقد ذكر في القرآن نزوله مع الملائكة في
ليلة القدر ، حيث تم ذكره في القرآن الكريم بشكل منفصل عن الملائكة ، وهذا
هو أحد الأدله على عدم كون الروح القدس ملاكاً ولا هو جبريل مع أن التفسير
الشائع له في الإسلام بأن الروح القدس هو جبريل عليه السلام ، لتميزه في
القدر بين الملائكة جميعاً وأيضاً لوظائفه المحددة بين الله والبشر عن طريق
حمل الأوامر الإلهيّة لهم ، لذلك أعطي في كثير من الأحيان وصف "رسول" .
وجاء ذكر جبريل في سورة مريم ، حيث قال تعالى :- "فاتخذت من دونهم
حجاباً فأرسلنا لإليها روحنا فتمثل لها بشراً سويّا" يذكر الله في الآية (روحنا)
مشيراً الى جبريل عليه السلام ، وبسبب ارتباط جبريل عليه السلام بالمسيح
فقد أصبحت الروح من ألقاب السيّد المسيح عليه السلام .
منقول