قال تعالى: ﴿ لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ ﴾ [الكافرون: 6]
أحيانًا الدين يكون للجزاء، مثل قوله: ﴿ وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ ﴾
[الانفطار: 17]، يعني: يوم الجزاء.
أما معنى الدين في هذه الآية: ﴿ لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ ﴾، يعني: لكم
عملكم ولي عملي الذي أدين الله به.
والصواب: ﴿ لَكُمْ دِينُكُمْ ﴾، أي: الذي أنتم عليه وتدينون به وهو الكفر،
﴿ وَلِيَ دِينِ ﴾، أي: لي ديني الذي أدين به وهو الإسلام، وأنتم بريؤون
من ديني وأنا بريء من دينكم.
وهذه المقاطعة تكون بعد رفض الإيمان؛ كما قال الله تعالى في سورة
يونس: ﴿ وَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ لِي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ
وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ ﴾ [يونس: 41].
والتكرار في سورة الكافرون للتأكيد، والتأكيد في القرآن بالتكرار كثير،
وقال بعض المفسرين: عن الحاضر والمستقبل؛ لأن الجمل بعضها فِعلي
وبعضها مصدر.