اختلفَ أهلُ العلمِ في تفسيرِ معنى الباقيات الصالحات في قولِ الله سبحانه وتعالى:
( المالُ وَالبَنونَ زينَةُ الحَياةِ الدُّنيا وَالباقِياتُ الصّالِحاتُ خَيرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوابًا وَخَيرٌ أَمَلًا)،
وبيانُ آراءِ العلماءِ وأقوالهم وتفسيراتهم لهذه الآية على النحوِ الآتي:
- يرى بعضُ أهلِ العلمِ أنَّ المرادَ بالباقياتِ الصالحاتِ هو: التسبيحُ والتهليلُ والتكبيرُ
وقد استدلَّ أصحابُ هذا القولِ بالحديثِ الصحيحِ عن النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-
حيث قال: (استَكثِروا منَ الباقياتِ الصَّالِحاتِ، قيلَ: وما هيَ يا رسولَ اللَّهِ؟ قال:
المِلَّةُ، قيلَ: يا رسولَ اللَّهِ وما هيَ؟ قال: التَّكبيرُ والتَّهليلُ والتَّسبيحُ والحمدُ للَّهِ ولا
حولَ ولا قوَّةَ إلَّا باللَّهِ)،
وعلى ذلك فإنَّ الباقيات الصالحات هنَّ قولُ المسلم: سبحانَ الله، والحمدُ للهِ، ولا
حولَ ولا قوّةَ إلّا باللهِ، واللهُ أكبر ولا إلهَ إلّا الله، وقد أخذَ بهذا القولِ من العلماءِ
وأهلِ التفسيرِ مجاهد وعطاء بن أبي رباح.
- يرى فريقٌ آخرٌ من أهلِ العلمِ أنَّ المراد بالباقياتِ الصالحاتِ الصلوات
الخمس، وروى ذلك ابنُ العربيُّ في كتابهِ أحكامُ القرآنِ، حيث قال:
(وقالت جماعةٌ هي الصلواتُ الخمس)، وذهبَ أيضاً إلى هذا الرأي
الإمامُ مالك.
- يرى بعضُ أهلِ العلمِ أنَّ الباقيات الصالحات تشملُ كلَّ عملٍ صالحٍ يُمكنُ
القيامَ به، من غيرِ حصرها بالصلاةِ فقط على رأي عبد الله بن عبّاس، وأبو
ميسرة، وسعيد بن جبير، وعمر بن شرحبيل، كما لا يمكن حصر الباقيات
الصالحات بالتسبيحِ والتحميدِ والتهليلِ والتكبيرِ دون غيرها من الأعمالِ
الصالحةِ على رأي أبي سعيد الخدري وأبي هريرة والنعمان بن بشير
وعائشة رضي الله عنهم جميع