الممتحنة هي فتاة اسمها أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط و عقبة بن
أبي معيط كان يلقب (أشقى القوم) لانه هو من ألقى سلا الجزور على ظهر
رسول الله ﷺ وهو يصلي في مكة (سلا الجزور يعني أمعاء الشاة )
وهو نفس الشخص الذي لف رداءه وخنق به النبي ﷺ وهو يصلي حتى
أُغمى على النبي ﷺ
وكان يؤذي النبي والمسلمين بشراسة وحقد وبالرغم من ظلال عقبة بن
أبي معيط.
إلا أن الله جعل من صلبه من يوحد الله ويؤمن بالاسلام
فكانت ابنته الوحيدة أم كلثوم مؤمنة برسالة سيدنا محمد ﷺ
وكانت مثقفة جدا وطالبة علم وصاحبة عقل وأدب وجمال
ودخل الإيمان في قلب أم كلثوم ولكنها تكتم إيمانها عن أبوها عقبة بن
أبي معيط
لأنها تعلم أنه مجرم وقد يقتلها ويأتي موعد الهجرة ويهاجر النبي ﷺ
من مكة الى المدينة
وكانت أم كلثوم تريد أن تهاجر مع النبي ولكنها تخاف من بطش أبوها
وأخواتها...
وصبرت أم كلثوم ...
وتأتي غزوة بدر ويُقتل أبوها عقبة بن أبي معيط ويموت على الكفر وتبقى
أم كلثوم في بيت أبيها وعمرها 17 عاما
وكانت جميلة وتقدم لخطبتها أشراف شبان مكة وأغنى أغنياء مكة وكانت
ترفض بحجة حزنها على أبيها
وهي مسلمة وتكتم إيمانها وتعبد الله بين مئات الكفار وتصبر أم كلثوم
وحلمها أن تهاجر للنبي في المدينة
لكن يحدث ما يغير موازين أم كلثوم ويأتي صلح الحديبية ويكون من
شروط صلح الحديبية
أنه لو ذهب للنبي إلى المدينة أي شخص حتى يسلم ، فالنبي عليه الصلاة
والسلام لابد ان يرده ويرجعه الى مكة
وتسمع أم كلثوم بشروط صلح الحديبية وتبكي بكاء مريرا لانها فقدت الأمل
بالهجرة للمدينة
فلو هاجرت إلى النبي سيرجعها إلى مكة بسبب شروط الصلح ويشتد الخناق
على أم كلثوم
وتقرر ان تهاجر حتى لو أرجعها النبي الى مكة..
في الليل الدامس والطرقات التي بين مكة والمدينة وعرة وخطرة والمسافة
طويلة؟
ليس هذا فحسب بل يمكن بعد كل هذه المخاطرة أن يرجعها النبي ﷺ إلى مكة
وإذا أرجعها سيعرف أعمامها أنها مسلمة وقد يقتلوها أو يعذبوها لكنها تقرر
أن تهاجر متعلقة بالله وليكن ما يكون أنها تهاجر الي الله ورسوله في وسط
الليل ليس معها أحد إلا عناية الله اكبر..ما هذا الثبات؟
وفعلا تهاجر أم كلثوم وتصل المدينة المنورة وتذهب للنبي ﷺ والنبي يحتار
ويتردد فالمروءة والشرف والاخلاق والرجولة تمنعه أن يعيدها
ولكنه صادق في عهوده ولابد ان يلتزم بشروط الصلح فماذا يفعل؟
واشتعلت المدينة كلاما فكل الصحابة يرفضون إعادتها بينما الرسول ﷺ
صامت رفع الأمر الى الله
وينتظر الوحي في قلق وحيرة لم يتعرض لها من قبل ثم ينزل جبريل
بالوحي من فوق سبع سماوات في أمر أم كلثوم وتنزل آيات سورة الممتحنة
( يا أيها الذين أمنوا اذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن، الله أعلم
بإيمانهن،فإن علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار لا هن حل لهم ولا
هم يحلون لهن)
الآية 10 من سورة الممتحنة الله اكبرنزل أمر الله من فوق سبع سماوات
بأن أم كلثوم لا تعود الى مكة ويقبلها الله سبحانه وتعالى
وتستقبلها زوجات النبي وزوجات الصحابة كفدائية وتبقى في المدينة رغم
انف قريش ثم يجزيها على صبرها وايمانها ويجازيها خيرا
وتتزوج الصحابي الجليل عبدالرحمن بن عوف أحد العشرة المبشرين بالجنة
وأغنى أغنياء المدينة المنورة.. ..
قصة جميلة ربما لاتعرفوها لذلك ثق بالله فسيعوضك الله ويجبر خاطرك فأبشر
دوماً بكل خير