زعمون أنه لم يكن للطاوس في البداية ما له الآن من ريش أخاذ الجمال
يباهي به مزهوا فخورا ، وأن جونو ( مليكة السماء في أساطير الرومان )
التي كانت تؤثره إيثارا وفيرا هي التي وهبته هذا الريش حين رجاها أن تهبه
ذيلا يميزه من سائر الطيور وأنه اختال تياها مبتهجا بعد أن وهبتلك الحلية
الخلابة التي تلمع فيها الألوان الزمردية والذهبية والقرمزية واللازوردية التي
جعلت كل الطيور ترمقه حاسدة له مأخوذة بجماله وأن طائر الفيزان الفتان
أيقن أنه ظهر للوجود من بزه جمالا . وحدث أن بصُر الطاوس بنسر يحلق
عاليا في جو السماء الصاحية فتاق للتحليق مثله على مألوف فطرته وبسط
جناحيه يحاول الطيران إلا أن ذيله الثقيل جذبه إلى الأرض، واضطر بدلا من
أن يحلق عاليا ليحيي الشعاع الباكر لشمس الصباح أو يستحم في الضوء
الوردي بين سحائب الغروب السابحة في الجو للسير على الأرض وقد صار
أكثر إعاقة وإحساسا بالذل والقهر من طير داجن في البيت .
*العبرة : لا تضح بحريتك من أجل الأبهة والمظهر