جاء على لسان الجاحظ في قصة مع الحزامي , قوله :
" وقلت للحزامي مرة : قد رضيت أن يقال : عبد الله بخيل ,
قال : لا عدمني الله هذا الاسم . قلت : وكيف ؟
قال : لا يقال فلان بخيل , الا وهو ذو مال , فسلم الي المال , وادعني
بأي اسم شئت . قلت : ولا يقال فلان سخيّ , الا وهو ذو مال . فقد
جمع هذا الاسم الحمد والمال , واسم البخل يجمع المال والذم .
فقد اخترت اخسّهما وأوضعهما .
قال : وبينهما فرق . قلت : فهاته
قال: في قولهم بخيل , تثبيت لاقامة المال في ملكه وفي قولهم سخيّ
اخبار عن خروج المال من ملكه .
وأسم البخيل فيه حفظ وذم , واسم السخيّ اسم فيه تضييع وحمد
والمال زاهر نافع مكرم لأهله ومعز , والحمد ريح وسخرية واستماعك
له صعف وفسولة . وما أقل غناء الحمد - والله - عنه, اذا جاع بطنه
وعري جلده , وضاع عياله , وشمتبه من كان يحسده !"