{ وما يستوي الأعمى و البصير ولا الظلمات ولا النور ولا الظل ولا الحرور
وما يستوي الأحياء ولا الأموات } فاطر .
وبين طبيعة الكفر و طبيعة كل من العمى و الظلمة و الحرور و الموت صلة .
كما أن هناك صلة بين طبيعة الإيمان و طبيعة كل من النور و البصر و الظل
والحياة .
إن الإيمان نور .
نور في القلب ، و نور في الجوارح ، و نور في الحواس .
نور يكشف حقائق الأشياء و القيم و الأحداث و ما بينها من ارتباطات
ونسب وأبعاد .
فالمؤمن ينظر بهذا النور ، نور الله فيرى تلك الحقائق ويتعامل معها ،
ولا يخبط في طريقه و لا يلطش في خطواته .
والإيمان بصر .
يرى رؤية حقيقية صادقة غير مهزوزة ولا مخلخلة ، ويمضي بصاحبه
في الطريق على نور وعلى ثقة و في اطمئنان .
و الإيمان ظل ظليل .
ظل تستروحه النفس و يرتاح له القلب ظل من هاجرة الشك والقلق
والحيرة في التيه المظلم بلا دليل .
والإيمان حياة .
حياة في القلوب و المشاعر .
حياة في القصد والاتجاه .
كما أنه حركة بانية . مثمرة . قاصدة لا خمود فيها و لا همود ، ولا
عبث فيها ولا ضياع .
والكفر عمى .
عمى في طبيعة القلب . وعمى عن رؤية دلائل الحق .
وعمى عن رؤية حقيقة الوجود و حقيقة الارتباطات فيه . وحقيقة
القيم و الأشخاص والأحداث و الأشياء .
والكفر ظلمة أوظلمات .
فعندما يبعد الناس عن نور الإيمان يقعون في ظلمات من شتى
الأنواع والأشكال .
ظلمات تعز فيها الرؤية الصحيحة لشيء من الأشياء .
والكفر هاجرة . حرور .
تلفح القلب فيه لوافح الحيرة و القلق و عدم اٍلاستقرار على هدف ،
وعدم الاطمئنان إلى نشأة أو مصير .
ثم تنتهي إلى حر جهنم و لفحة العذاب هناك .
والكفر موت .
موت في الضمير .
وانقطاع عن مصدر الحياة الأصيل .
وانفصال عن الطريق الواصل .
وعجز عن الانفعال و الاستجابة الآخذين من النبع الحقيقي ،
المؤثرين في سير الحياة .
ولكل طبيعته و لكل جزاءه .
ولن يستوي عند الله هذا وذاك .