يحكى عن أحد الحكام أنه شاهد حماراً وقد دخل إلى بستانه، فأمر بإحضار
الحمار -الذي لم يكن له صاحب- وأمر بإعدامه.
فهمس الوزير في أذنه... إنه حمار يا مولاي! فأمر الحاكم على الحمار أن
يتعلم الأصول ويراعي الأوامر الملكية.
وصدر اعلان في المدينة بدعوة من يملك القدرة على تعليم الحمار، وله
من المال ما يشاء.
تهيب الناس من الأمر، حتى تقدم رجل وقرر أنه سيعلم الحمار؛ بشرط
أن يمنحه السلطان قصراً يعيش فيه ومالاً وفيراً وبستاناً كبيراً، ومدة
للتعليم "عشر سنوات". فوافق الحاكم، وأخبر الرجل المعلم أنه سيقطع
رقبته إن لم يفلح في تعليم الحمار.
انطلق الرجل إلى زوجته يخبرها بالانتقال من الكوخ إلى القصر، ومن
الضيق إلى السعة ورغد العيش، لكن المرأة عندما سألته عن مصيره
المحتوم -بعد انتهاء المدة- لأن الحمار لن يتعلم والحاكم سوف ينفذ فيه
قطع الرقبة إن لم يفلح...... جاء الرجل بالرد المعروف لنا جميعا: "بعد
عشر سنين إما سيموت السلطان أو أموت أنا أو يموت الحمار".