زَعَمُوا أَنَّ ثَعْلَبًا أَتَى أَجَمَةً فِيهَا طَبْلٌ مُعَلَّقٌ عَلَى شَجَرَةٍ. وَكَانَتِ الرّيحُ كُلَّمَاهَبَّتْ عَلَى قُضْبَانِ تِلْكَ الشَّجَرَةِ تُحَرِّكُهَا وَكُلَّمَا تَحَرَّكَتِ الْقُضْبَانُ تَضْرِبُ الطَّبْلَ
فَيَحْدُثُ صَوْتٌ عَظِيمٌ.
سَمِعَ الثَّعْلَبُ ذلِكَ الصَّوْتَ الْعَظيم فَتَوَجَّهَ نَحْوَهُ. وَلَمَّا أَتَى الطَّبْلَ وَجَدَهُ ضَخْمًا
فَأَيْقَنَ في نَفِسْهْ بِكَثْرَةِ الشَّحْمِ وَاللَّحْمِ . فَتَسَلَّقَ الشَّجَرَةَ وَاحْتَالَ عَلَى الطَّبْل
فَفَصَلَهُ عَنِ الشَّجَرَةِ، وَرَمَى بِهِ إِلى الأرْضِ، ثُمَّ عَالَجَهُ حَتّى شَقَّهُ، وَقَدْ كَلَّفَهُ
ذلِكَ جُهْدًا عَظِيمًا.
وَلَمّا شَقَّهُ وَجَدَهُ أَجْوَفَ، لا شَحْمَ فِيهِ وَلا لَحْمَ. فَأَسِفَ عَلَى مَا تَكَبَّدَهُمِـنْ عَنَاءٍ
وَتَعَبٍ ، ثُمَّ قـالَ : " لا أَدْري لَعَلَّ أَفْشَلَ الأشْياءِ أَجْهَرُهَا صَوْتًا وَأَعْظَمُهَا جُثَّةً".