قصة هذا المثل العربي القديم أنه في احدى القرى العربية منذ زمن ما قبلعصرالسيارات والمركبات الفضائية اللي يفتخر بها الناس الاكابر حول بيتنا
او في الحارات المجاورة،منذ أكثر من300 سنة هجرية كبيسة كان هناك مدرسة
متوسطة وقد كان للطلاب الفقراء وضعاف الحالة المادية وسيلة مواصلات
مشهورة الى يومنا هذا،الا وهي الأرجل وأحيانا الايدي والارجل معا لمن بيته
بعيدا طبعا متوسطي الحال يستغلون الدواب كالبغال والحمير.
اما ميسوري الحال من الأغنياء وأصحاب ارصدة البنوك وكبار مساهمي الأسهم
فيوفروا لفلذات أكبادهم الخيول العربية الأصيلة والاجنية المشهورة والفائزة في
سباقات الدربي البريطانية وان تواضعوا فلا بأس من الخيول أو الجمال العادية
او مزايين الابل، وكل بحسب منزلته الاجتماعية.
وكان الطلاب ذاك الزمان - لعدم توفر المقاصف المدرسية - دائمي الاستتئذان
في الفسحة للذهاب الى مطاعم ومقاهى الوجبات السريعة لتناول سندوتش فول
او طعمية أحيانا وبسبب الزحمة في تلك المطاعم كان الطلاب يعودون للمدرسة
متأخرين فكان الحارس لايفتح الباب لهم للدخول والعودة للصفوف الا بعد الترجي
وتبويص الرؤوس والايادى .
وفي مرة من المراير عاد ابن أحد الاغنياء الاغبياء عاد الى المدرسة مع بعض
اصحابه متأخرا كثيرا، حوالي الحصة السادسة والنصف فعصٌب عليه الحارس
وأقسم انه لن يسمح له بالدخول للمدرسة حتى لو ترجاه عضو المجلس البلدي
اللي امس صوت له بالانتخابات البلدية، وقال للطالب بالحرف الواحد" وأعلى
ما في خيلك اركبه".
تلفت الطالب يمينا ويسارا وليتشاور مع رفاقه مثل ما نشوف بالمحاكم في الافلام .
المسكين بدا حائرا اذ لديه امتحان مهم الحصة السادسة، وهنا قال له أحد اصحابه :
" اتصل و كلم سائس خيولكم واطلب منه احضار أعلى خيل عندكم في الزريبة
( يعني بها الاسطبل ) وتحدى بها الحارس. ما كذب المسكين خبر وأخرج جواله
آخر موديل واتصل بالسايس وشرح له موضوع التحدي الكبير وطلب منه ان يحضر
له أرفع خيل في الاسطبل. بعد فترة وجيزة وصل السائس يجر ثورا عملاقا خلفه،
فاستغرب الطالب منه وبادره صائحا:" أنا أمرتك باحضار أعلى حصان عندنا
ياحذف اللفظ بمعرفتى ، كيف تجيب لي ثور؟ يا "، فأجابه السايس :" كل الخيول
شحناها لبريطانيا لسباق الدربي.. ومافيه متوفر الا هذا الثور .. ولا أظن ان الحارس
يفرق بين الحصان والثور" واضاف السايس الخائف قائلا :" كلنا حيوانات ربنا".
لكي لا أطيل القصة عليكم، امتطي ابن الثري الثور الكنج سايز قرب سور المدرسة
العالي فما كان من الكنج سايز الا ان جمح قافزا به الى الأعلى فتخطى الطالب السور
العالي للمدرسة وسقط الطالب واقفا على رجليه ماذا نتوقع ، ثم صاح بأعلى صوته :
" اللي بعده". ولما اطمأن الى تخطي باقي رفاقه السور، راحوا جميعا لفصولهم،
وراح ما فعلوه مثلا عاميا " اعلى ما في ثيرانك اركبه "، لكن المثل تم تعديله بعد
مداولات ومداخلات بين الدول العربية وجيرانها الى الآتي :
" اعلى مافي خيلك اركبه"