إذا قمت بالوقوف أو المشي حافياً على سطح بارد لفترة طويلة فإن هذا يعتبر
أسوأ تجربة من الممكن أن تحصل عليها في فصل الشتاء. مع ذلك هناك العديد
من أنواع الطيور مثل البطريق والنورس والبط يقضون قدر كبير من الوقت
بالوقوف على الجليد أو المياه الجليدية نفسها. لكن كيف تحافظ هذه الطيور
على أقدامها من قرصة الصقيع؟
الجواب باختصار، هو أن هناك الكثير من الطيور ببساطة تسحب أقدامها
بشكل أقرب إلى الجسم، لتقوم بتدفئتها بالريش، بينما تلجأ بعض الأنواع
الأخرى إلى نظام تدفئة خاص في جسمها.
هناك حوال 10,000 نوع من الطيور في جميع أنحاء العالم، وبعضها يعيش
في المناطق الاستوائية، في حين أن الجزء الآخر يعيش في المناطق القطبية،
مثل القارة القطبية الجنوبية ودائرة القطب الشمالي،والتي تلجأ للتعامل مع
درجات حرارة شديدة البرودة. ونتيجة لذلك، هناك العديد من الطرق التي
يمكنها أن تحمي الطيور من البرد.
هناك بعض التقنيات الأساسية التي تستخدمها العديد من الطيور للحفاظ
على حرارة جسمها الدافئة. بشكل عام، فإن الطيور من ذوات الدم الحار،
وهو ما يعني أنها بإمكانها الحفاظ على درجة حرارة جسمها الأساسية،
وبالتالي التكيف مع درجة حرارة الغرفة.
بعض الأنواع الأخرى من الطيور (الطيور الساحلية مثل السمان،
والزقزاق وغيرهما) ببساطة يمكنها سحب أقدامها نحو جسدها، مثلما
نقوم نحن بثني أطرافنا معاً للحفاظ على حرارة أجسادنا.
يمكن لهذه الطيور الحفاظ على درجة حرارة جسمها الأساسية بغض
النظر عن البرودة المحيطة بها عن طريق زيادة معدل الأيض الخاص بها
(تماماً مثل البشر) لمنع درجة الحرارة الخاصة بهم من الهبوط.
ولجعل الأمور أكثر دفئاً فإن الطيور تلجأ إلى استخدام ريشها لبث الهواء
الدافئ إلى أقدامها. علاوة على ذلك، فإن الطيور تميل إلى البقاء دافئة
خلال فصل الشتاء الطويل من خلال تناول المزيد من الطعام باستمرار،
وأيضاً البقاء ضمن جماعات.كما أن الطيور تستخدم نظام يطلق عليه
اسم “Countercurrent exchange system” للحفاظ
على نفسها دافئة، وهو مناسب للطيور مثل البط والنورس التي تمتلك
أقدام كبيرة ومسطحة وتقضي معظم الوقت بالوقوف على المياه الجليدية،
حيث يساعدها هذا النظام على تدفق الدم بشكل رائع في الدورة الدموية،
حيث يمر الدم الحار إلى أسفل القدم فتنخفض درجة حرارته ويعود مرة
أخرى لأعلى القدم ليدفء من جديد.