تزخر نصوص القرآن والسنة بما يدل على وجوب الرفق بالحيوان، وتحريم
ظلمه وتعذيبه، فقد روي في تفسير قوله تعالى: (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ
وَلاَطَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ) قيل: يؤتى بالناس وقوفاً يوم القيامة
فيُقضى بينهم حتى أنه ليؤخذ للشاة الجلحاء من الشاة القرناء حتى يقاد للذرة
من الذرة، ثم يقال لهم كونوا تراباً فهنالك يقول الكافر يا ليتني كنت تراباً،
وهذا من الدليل على القضاء بين البهائم، بينها وبين بني آدم حتى أن الإنسان
لو ضرب دابة بغير حق، أو جوعها، أو عطّشها، أو كلفها فوق طاقتها فإنها
تقتص منه يوم القيامة بقدر ما ظلمها أو جوّعها.
ومما جاء في الحث على الرفق بالحيوان والوصية بالعناية به، وعقوبة من
ظلمه أو عذبه، ما جاء في البخاري ومسلم: (بينما كلب يطيف بِركية قد كاد
يقتله العطش إذ رأته بغي من بغايا بني إسرائيل فنزعت موقها فاستقت له به
فسقته إياه فغفر لها به).
وعن عبدالله بن عمر أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: (دخلت النار
امرأة في هرة ربطتها فلم تطعمها، ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض) وفي
روايةعُذبت امرأة في هرة سجنتها حتى ماتت فدخلت النار لا هي أطعمتها وسقتها إذ هي حبستها، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض) أخرجه
البخاري ومسلم.
وعن عبدالرحمن بن عبدالله بن مسعود (رضي الله عنه) عن أبيه قال:
(كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، فانطلق لحاجته فرأينا
حمّرة معها فرخان، فأخذنا فرخيها فجاءت الحمرة فجعلت تعرش، فلما جاء
رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، قال: من فجع هذه بولدها؟ ردوا ولدها
إليها، ورأى قرية نمل قد أحرقناها، فقال: من أحرق هذه؟ قلنا: نحن، قال
إنه لا ينبغي أن يعذب بعذاب النار إلا رب النار) سنن أبو داود الجهاد .