توصلت إحدى الدراسات التي أجراها باحثون أمريكيون إلى أن ظاهرة
تقبيل يد المرأة لأول مرة في القرنيْن السابع عشر والثامن عشر خلال
مراسم التشريف للملوك في إسبانيا وبريطانيا، حيث كانت سلوكاً إلزامياً
لتقبيل يد الملك والملكة من قبل الضيوف والزوّار.
وفي حادثة ما، قامت إحدى النساء أثناء مصافحتها لرجل برفع يدها حتى
تكون في نفس مستوى يده أو أعلى منها قليلاً في إشارة إلى أنها تتساوى
به، وأنه لا يعلو عليها في شيء، فما كان من هذا الرجل إلا الرد عليها
بطريقة ذكية أكثر كياسة وقام بتقبيل يدها، ومنذ تلك اللحظة أصبحت عادة
تقبيل الرجال لأيدي النساء عند المصافحة منتشرة في أوروبا.
كما وصلت ظاهرة تقبيل يد المرأة لدرجة أصبحت جزءاً رئيسياً من الإطار
الثقافي والتربوي لتلك المجتمعات والأسر والعائلات الأرستقراطية، وعند
عليّة القوم، وفي الحفلات والاجتماعات الدبلوماسية أيضاً.
ومن العُرف التقليدي عند تلك الشعوب المخمليّة أن السيدة في حال رفضت
أن يقبّل الرجل يدها، أو سحبتها أثناء محاولته تقبيلها، فهذا يعني قلة احترام
منها، وأن ترحيبها به ” غير مؤدب “.
إضافة إلى ذلك، لا يمكن حصر تقبيل يد المرأة على فئة من الناس، بل امتد
ليتحوّل عُرفاً لدى سائر طبقات المجتمع، حيث بدأت تكثر في الآونة الأخيرة
ظاهرة نزول الرجل على ركبتيه وتقبيله ليد زوجته، أو أي امرأة لا يعرفها.
كما لم يعد تقبيل الرجل ليد المرأة عادة قديمة، بحكم تصنيف تقبيل الرجل ليد
المرأة ضمن السلوكيات العاطفية، والتي تعبر عن الأحاسيس الجياشة عنده
تجاه المرأة، وأحد أساليب تقديم اعتذاره للمرأة طلباً لإرضائها وطلب السماح
منها.
ولأن تقبيل يد المرأة يدخل ضمن الإطار التربوي، فإننا نلاحظ هذا وبشكل كبير
في الرسوم المتحركة التي تعلّم منها الطفل وهو صغير أن تقبيل اليد ما هي إلا
تحية ذوق وتقدير للمرأة، سواءً كان يعرفها أم يجهلها.
والجدير ذكره أن تقبيل الرجل ليد المرأة في المجتمعات العربية يقتصر على يد
الأم أو الجدة أو السيدات الكبيرات في السن تقديراً لعمرهنّ وقيمتهنّ، أما تقبيل
يد الأخت أو الزوجة يُعدّ إنقا