كان هناك رجل واسع الثراء وكان لهذا الرجل من الأولاد اثنان وكان أحدهم
غنياً مثل والده وكان الآخر معدما لا يملك من فتات الحياة شيء وعندما كان
القوم يتكلمون في مجلس الأب كانوا يسألوه عن حال الولد الفقير و لماذا لا
يساعده والده على تدبير شؤون حياته بإعطائه من بعض ما رزقه الله فكان
يرد عليهم الأب – المنحوس منحوس – والي ماله حظ لا يتعب ولا يشقى
فقالوا له جرب أن تعطيه فقال لهم سوف أعطيه بعض المال حيث أني سوف
أضع في طريقه الذي يذهب فيه إلى المسجد لصلاة الفجر صرة من النقود فإذا
وجدها تكون من نصيبه وعند صلاة الفجر فعلا ذهب الرجل الغني ووضع صرة
النقود وعندما أراد الابن الفقير الذهاب إلى المسجد طرق باب جاره لكي
يصطحبه معه إلى المسجد ومشى الاثنان معا إلى المسجد وفق الطريق المعتاد
وفي الطريق قال الفقير إلى صاحبه هل تعلم أنني احفظ طريق المسجد عن ظهر
قلب و أستطيع الوصول أليه وأنا مغمض العينين فرد عليه صاحبه لا تستطيع
ذلك فقال له الفقير ليكن ذلك ومشى إلى الجامع وهو مغمض العينين وأثناء
الطريق وجد الرجل الآخر المال في الطريق فأخذه وراحت على صاحبنا ومن
هنا ينطبق عليه المثل العامي ألي ماله حظ لا يتعب ولا يشقى