يعد الخرس الاختياري أو ما يطلق عليه ” الصُمات الانتقائي ” احدى
الاضطرابات النفسية التي تصيب الاطفال، و هي عبارة عن الحالة التي
يكون فيها الطفل قادراً على الكلام اي انه يفهم و يتكلم بشكل طبيعي مع
الاشخاص المالوفين لديه، و لكنه لا يمتلك القدرة على التحدث و تنتاب
هده حالة من الصمت التام ، في مواقف او بيئات معينة مثل المواقف
الاجتماعية وخاصة المدرسة، او في حال مواجهته لضغوط نفسية معينة
وفي بعض الحالات قد يستعمل الطفل حينها الاشارة او الايماءة او نظرات
عينيه للتعبير عما يريد وليس الكلمات، بينما قد يهمس البعض بكلمات
بسيطة او محدودة جدا.
اسباب الخرس الاختياري
يعتقد معظم الخبراء ان الخرس الاختياري هو شكل من اشكال الخوف
الاجتماعي الشديد” الرهاب ” وان الاطفال الذين يعانون من هذه الحالة
يرثون نزعة تتحول الى قلق واعاقة، و ان بعض الاطفال لديهم موروث
عائلي للخرس الاختياري مثل الخجل الشديد او اضطرابات القلق التي
ربما تزيد من خطورة المشاكل المماثلة.
خجل الطفل.. وراثة ام سلوك مكتسب؟
و لقد اشارت دراسة صادرة عن اكاديمية الطب النفسي للاطفال
والمراهقين في الولايات المتحدة، الى ان العامل الجيني له دور كبير
في هذه النوعية من الاضطرابات التي تصيب الاطفال بين عمر الثالثة
والرابعة، وخاصة البنات، حيث اكدت الدراسة ان 70% من المصابين
يوجد لديهم تاريخ للاصابة بالمرض في عائلاتهم ويرجع الخبراء اصل
المشكلة الى وجود نوع من الخوف ” الفوبيا ” الاجتماعية التي يصاب
بها الطفل.
تشخيص الخرس الاختياري
تتضمن العناصر الاساسية في تشخيص الخرس الاختياري، حسب
النسخة الرابعة من الدليل التشخيصي الاحصائي، العناصر التالية :
– عدم قدرة الطفل على النطق في اوضاع معينة يتطلب فيها
الكلام كالمدرسة او امام الطبيب، على الرغم من ان الطفل يتكلم
بشكل طبيعي تماما في اوضاع اخرى كالمنزل مثلا.
– ان يؤثر هذا الصمت على الاداء الدراسي او التواصل الاجتماعي
للطفل.
– في حال زادت مدة الاضطراب عن شهر، بشرط الا يكون الشهر الاول
بعد دخول الطفل الى المدرسة.
حلول فعالة لمعالجة خوف الاطفال من المدرسة
– الا يكون هذا الصمت نتيجة عدم المام الطفل او عدم شعوره
بالراحة مع اللغة السائدة في المكان الذي يصمت فيه.
– استبعاد ان يكون الصمت فقط بسبب اضطرابات النطق كالتاتاة
او الفصام او اضطرابات النمو الدائمة كالتوحد.
علاج الخرس الاختياري
يتضمن علاج هذا الاضطراب التركيز على جانبين رئيسيين
هما العلاج النفسي و العلاج الدوائي :
– العلاج النفسي : يعتمد هذا الجانب على العلاج السلوكي المعرفي
الذي يحقق نتائج جيدة في هذه الحالة، و قد يكتفى بهذا العلاج فقط،
بالاضافة الى تثقيف الاسرة في كيفية التعامل مع الطفل و دعمه
و وسائل تشجيعه على الكلام قبل ان يتقرر اللجوء للعلاج الدوائي.
– العلاج الدوائي : اظهرت نتائج البحوث الاكلينيكية ان نتائج استخدام
مثبطات ارتجاع السيروتونين كالبروزاك مثلا حققت نتائج جيدة، و عجلت
من شفاء الطفل و حسنت من ادائه اجتماعيا و دراسيا.