الإمام القدوة ،
مقرئ الكوفة مع السلمي ،
أبو مريم الأسد الكوفي ،
ويكنى أيضا أبا مطرف ،
أدرك أيام الجاهلية .
[ ص: 167 ] وحدث عن عمر بن الخطاب ، وأبي بن كعب ، وعثمان ،
وعلي ، وعبد الله ، وعمار ، والعباس ، وعبد الرحمن بن عوف ، وحذيفة
بن اليمان ، وصفوان بن عسال ، وقرأ على ابن مسعود وعلي .
وتصدر للإقراء ، فقرأ عليه يحيى بن وثاب ، وعاصم بن بهدلة ، وأبو إسحاق
والأعمش ، وغيرهم .
وحدثوا عنه ، هم والمنهال بن عمرو ، وعبدة بن أبي لبابة ، وعدي بن ثابت
وأبو إسحاق الشيباني ، وأبو بردة بن أبي موسى ، وإسماعيل بن أبي خالد ،
وآخرون .
قال ابن سعد كان ثقة ، كثير الحديث .
وقال عاصم : كان زر من أعرب الناس ، كان ابن مسعود يسأله عن العربية .
وقال همام : حدثنا عاصم عن زر ، قال : وفدت إلى المدينة في خلافة عثمان
وإنما حملني على ذلك الحرص على لقي أصحاب رسول الله -صلى الله عليه
وسلم- فلقيت صفوان بن عسال ، فقلت له : هل رأيت رسول الله؟ قال : نعم ،
وغزوت معه ثنتي عشرة غزوة .
شيبان النحوي : عن عاصم ، عن زر ، قال : خرجت في وفد من أهل الكوفة
وايم الله ، إن حرضني على الوفادة إلا لقي أصحاب رسول الله -صلى الله عليه
وسلم- [ ص: 168 ] فلما قدمت المدينة ، أتيت أبي بن كعب ، وعبد الرحمن
بن عوف ، فكانا جليسي وصاحبي ، فقال أبي : يا زر ، ما تريد أن تدع من
القرآن آية إلا سألتني عنها؟ .
شعبة : عن عاصم ، عن زر ، قال : كنت بالمدينة في يوم عيد ، فإذا عمر -
رضي الله عنه- ضخم أصلع ، كأنه على دابة مشرف .
حماد بن زيد : عن عاصم ، عن زر ، قال : لزمت عبد الرحمن بن عوف وأبيا .
ثم قال عاصم : أدركت أقواما كانوا يتخذون هذا الليل جملا ، يلبسون المعصفر
ويشربون نبيذ الجر ، لا يرون به بأسا ، منهم زر وأبو وائل .
قال أبو بكر بن عياش عن عاصم : كان أبو وائل عثمانيا ، وكان زر بن حبيش
علويا ، وما رأيت واحدا منهما قط تكلم في صاحبه حتى ماتا ، وكان زر أكبر
من أبي وائل ، فكانا إذا جلسا جميعا ، لم يحدث أبو وائل مع زر - يعني : يتأدب
معه لسنه .
قال إسماعيل بن أبي خالد : رأيت زر بن حبيش وإن لحييه ليضطربان من
الكبر ، وقد أتى عليه عشرون ومائة سنة .
وعن عاصم قال : ما رأيت أحدا أقرأ من زر .
قال أبو عبيد : مات زر سنة إحدى وثمانين .
قال خليفة والفلاس : مات سنة اثنتين وثمانين .
قال إسحاق الكوسج عن يحيى بن معين : زر ثقة .
[ ص: 169 ] وقال لنا الحافظ أبو الحجاج في " تهذيبه " زر بن حبيش
بن حباشة بن أوس بن بلال -وقيل : هلال بدل بلال- ابن سعد بن حبال بن
نصر بن غاضرة بن مالك بن ثعلبة بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة
الأسدي ، مخضرم أدرك الجاهلية .
وروى عن . . . فسمى المذكورين ، وسعيد بن زيد ، وعبد الله بن عمرو بن
العاص ، وأبي ذر ، وعائشة ، وعن أبي وائل ، وهو من أقرانه .
روى عنه بسرد المذكورين ، وإبراهيم النخعي ، وحبيب بن أبي ثابت ، وزبيد
اليامي ، وطلحة بن مصرف ، وشمر بن عطية ، والشعبي ، وعبد الرحمن
بن مرزوق الدمشقي ، وعثمان بن الجهم ، وعلقمة بن مرثد ، وعيسى بن
عاصم الأسدي ، وعيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، وأبو رزين مسعود
بن مالك .
شيبان : عن عاصم ، عن زر ، قلت لأبي : يا أبا المنذر ، اخفض لي جناحك;
فإنما أتمتع منك تمتعا .
محمد بن طلحة : عن الأعمش قال : أدركت أشياخنا زرا وأبا وائل ، فمنهم من
عثمان أحب إليه من علي ، ومنهم من علي أحب إليه من عثمان . وكانوا أشد
شيء تحابا وتوادا .
قيس بن الربيع : عن عاصم قال : مر رجل على زر وهو يؤذن فقال : يا أبا
مريم قد كنت أكرمك عن ذا . قال : إذا لا أكلمك كلمة حتى تلحق بالله .
[ ص: 170 ] ابن عيينة : عن إسماعيل ، قلت لزر : كم أتى عليك؟ قال :
أنا ابن مائة وعشرين سنة . وقال هشيم : بلغ زر مائة واثنتين وعشرين سنة .
وقال الهيثم : مات قبل الجماجم . وقال أبو نعيم : مات ابن سبع وعشرين ومائة .
وروى زكريا بن حكيم الحبطي عن الشعبي : أن زرا كتب إلى عبد الملك بن
مروان كتابا يعظه