هل يمكن الوفاء للحب حقا، بطرق قد تبدو أشد غرابة في زمن قل فيه المحبين؟
بصراحة نعم،فعلا مازال هناك أناس يعبرون بأساليب مجنونة عن حبهم الكبير
لشخص ما، في التايوان قصة أقرب للخيال لرجل تايواني يبلغ حاليا 47 عاما من
العمر، الذي صار بمثابة معلم تاريخي يعرفه القادم والمغادر لمحطة احدى القطارات
هذا الرجل التايواني، قضى شطرا كبيرا من حياته في نفس المكان، فقد أمضى قرابة
20 عاما ينتظر فتاة أحبها وواعدها عند باب المحطة، الرجل لم يفقد أمله في قدوم
فتاته طوال تلك السنين، بل تشبث بأمل وصولها من وقت لأخر، حيث أمضى طوال
عقدين من الزمن في محطة القطار بمدينة تاينان جنوب البلاد، بعد أن واعد فتاته
هناك لكنها لأسف لم تحضر.
ورغم كل هذه السنوات فالبعض ممن يعرفون قصته يتسائلون حول ما اذا كانت
هذه الفتاة حبيبته، أم أنها مجرد مواعدة فتاة لأول مرة ولقاء لم يحصل.
خلال السنوات الأولى من الانتظار، أمضى الشاب جي كل الوقت واقفا فوق درج
كبير، كما لو كان يستعد لاستقبال شخص لم يراه لسنوات بشوق كبير، لكن بعد
بضع سنوات غير استراتيجية الانتظار، حيث انتقل الى مخرج المحطة، وصار
يوجه أنظاره الى كل قادم ويحدق في وجوه الركاب كأنه يبحث على شخص ضاع
منه، لكن مع مرور الوقت حوله الانتظار والحزن الى حال شخص مشرد الهيئة،
حيث صار جي يعيش فقط على الطعام والشراب الذي يجود به الركاب، أو المطلعين
على قصته بالكامل.
أما عائلته التي فقدت الأمل فيه، فقد حاولوا ثنيه على قرار الانتظار والرجوع
الى البيت، لكنه لم يقتنع وأصر انتظار فتاته لعلها تأتي.
أما ادارة المحطة، فقد أشفقت على حاله، وخصص له مكتب الشؤون الاجتماعية
مكانا يعيش فيه، لكنه رفض أن يتحرك من مكانه، لأنه تعود على حياة الانتظار،
ولا يعرف كيف يزاول حياته بشكل طبيعي.