يعتبر الغبار ظاهرة جوية تتكرر مرات عدة خلال العام الواحد، فلا يمر فصل من
الفصول إلا ونشهد عدداً من موجات الغبار التي تسبب الانزعاج للكثيرين، وربما
تشكل خطراً على بعض المرضى ممن يعانون من الربو وأمراض الصدر، ولكن
هل تعلم أن فوائد الغبار أكثر من مضاره؟
منذ القدم، تنبه ابن خلدون في مقدمته لأهمية الغبار، فقال "إن الأرض بعد تقلب
الفصول من فصل إلى فصل، تبدأ بلفظ أمراض وحشرات لو تركت لأهلكت العالم
فيرسل الله الغبار، فتقوم هذه الأتربة والغبار بقتلها".
مضيفاً "تلفظ الأرض الأمراض بعد الرطوبة خلال فصل الشتاء، فلا يقتلها
ويبيدها إلا الغبار".
وتقدم هذه المقدمة دليلاً على أن الغبار الذي يثير ضيق الناس وغضبهم،
يعتبر المدافع الأول عنهم ضد الكائنات الحية من حشرات وميكروبات تضر
الإنسان أو تسبب له الازعاج.
ومن فوائد الغبار أيضاً أنه يقلل من درجة حرارة الجو ويزيد من استقرار
الغلاف الجوي في حال تواجده بكثافة، كما يقلل من خطر الغازات السامة
في الجو.
وتساعد ذرات الغبار في عملية تكثف الغيوم وتساقط الأمطار، إضافة إلى
أنه يساعد في عملية تلقيح النباتات.
ويساعد تعرض الأطفال للغبار والرياح بشكل معتدل غير مبالغ فيه بتحسين
وتعزيز مناعة الأطفال، ولكن لا يقصد هنا تعريضهم لموجات الغبار الضخمة
بل يكون ذلك من خلال الحدائق والغبار الموجود في المحيط الطبيعي للطفل.