قال تعالى في سورة الذاريات : وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ (47)
يرى علماء الفلك أن الكون بعد حدوث الضربة الكبرى بدأ بالتمدد و لا يزال
يتمدد والدليل على ذلك حركة التباعد المجرية الظاهرة التي استدل عليها
من خلال انحراف طيفها نحو الأحمر و فق ما يعرف بظاهرة دوبلر .
ظاهرة دوبلر : لقد اكتشف عالم الفيزياء النمساوي " كريستيان دوبلر " في
عام 1842 فقد قام دوبلر بتعريض ضوء لموشور زجاجي ، فتحلل الضوء
الأبيض عند اختراقه هذا االموشور الزجاجي إلى أطياف سبعة ( الأحمر
والبرتقالي والأصفروالأخضر والأزرق والنيلي والبنفسجي ) و إذا تحرك
مصدر الضوء متباعداً عن المشاهد تنحاز هذه الحزمة إلى الطيف الأحمر
لأنه أقصر الأطياف ، وإذا كان مصدر الضوء ثابتاً تأتي هذه الحزمة متماثلة
الأطياف السبعة ، وإذا كان مصدر الضوء يتحرك إلينا تنحاز إلى الطيف الأزرق
البنفسجي لأنه أطول الأطياف .
كما يؤكد العلماء أن عملية أتساع الكون هذه إلى الخارج لا يمكن أن تستمر
إلى مالا نهاية لأنها محصلة الانفجار الأول ، ولما كان معدل اتساع الكون اليوم
أبطأ من المعدل الذي بدأ به ، فسوف يأتي على هذا الكون زمان تتساوى فيه
القوتان :
القوة الدافعة إلى الخارج بالانفجار ، والقوة الدافعة إلى الداخل بالجاذبية في
تجميع مرة أخرى في جرم واحد مشابه تماماً للجرم الابتدائي الأول الذي ابتدأ
منه الخلق ، و يسمي العلماء المعاصرون هذه النظرية باسم :
" نظرية الانسحاق الشديد " (The Big crunch theoy).