قيل: الحسب ما يحسبه الرجل من مفاخر آبائه، أي يعدده. وقيل: الحسب القدر.
وقال بعض المتقدمين: الحسب الفعال الجميل للرجل وآبائه. وقيل: الحسب ذوي
القرابة.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله لوفد هوازن: تختارون المال أم البنين؟
فقالوا إذا خيرتنا بين المال والحسب فإنا نختار الحسب عنوا بذلك أبنائهم
وأقاربهم.
لسنا وإن كرمت أوائلنا ... يوماً على الأحساب نتكل
نبني كما كانت أوائلنا ... تبني ونفعل مثل ما فعلوا
وقال بعض العلماء في قول النبي صلى الله عليه وآله " كل حسب ونسب
ينقطع إلا حسبي ونسبي " فالحسب الشريعة، والنسب الذرية والعترة.
والدليل على صحة هذا المعنى ما روى سلمة بن الأكوع عن النبي صلى الله
عليه وآله وسلم أنه قال: النجوم أمان لأهل السماء، وأهل بيتي أمان لأهل
الأرض، فإذا ذهبت النجوم ذهب أهل السماء، وإذا ذهب أهل بيتي ذهب
أهل الأرض.
ولما اشتد الأمر على مسيلمة الكذاب قال له بنو حنيفة: ما يقول جبرئيل
وميكائيل؟ قال يقول: قاتلوا اليوم عن أحسابكم.
قال الجوهري صاحب الصحاح: النسب واحد الأنساب، والنسبة مثله.
وانتسب إلى أبيه، أي: اعتزى وتنسب، أي: ادعى أنه نسيبك. وفي
الأمثال القريب من تقرب لا من تنسب ورجل نسابة، أي: عالم بالأنساب،
والهاء للمبالغة في المدح، كأنهم يريدون به داهية أو غاية أو نهاية.
وفلان يناسب فلاناً إذا ذكر نسبه
قال الجوهري: يقال حسب الرجل دينه ويقال ماله. قال ابن السكيت:
الحسب والكرم يكونان في الرجل وإن لم يكن له آباء لهم شرف. أما
الشرف والمجد، فلا يكون إلا بالآباء.
فلا يقال لمن لم يكن أباه شرفاً: شريف. ولا ماجد ولا يقال له شرف
ومجد، فالشرف والمجد متعلقان بالنسب، والحسب والكرم يتعلقان
بذات الرجل.
هذا هو الفرق الظاهر بين الحسب والنسب والسلام