إبليس من الإبلاس (إفعال)
بمعنى اليأس الشديد إذا كان من سوء عمله وأو جب حزنا وابتلاء
شديدا مع الخفض والفقر الشديد.
واليأس: أعمّ من أن يكون بسوء العمل من قبل نفسه.
والإفلاس أعمّ من أن يلازم اليأس، والإبسال كما مرّ هو التسليم للهلاكة
والابتلاء وليس فيه قيد اليأس.
ثمّ إنّ الإبلاس لم يستعمل له فعل مجرّد بمعناه، ولمّا كان أفعل يدلّ على
نسبة المادّة الى الفاعل على وجه الصدور بمعنى أن النظر فيه الى جهة
القيام والصدور. فيستفاد من هذه الهيئة الاختياروإرادة العمل سواء كان
لازما أو متعدّيا،
فمعنى أبلس: من قام به اليأس وصدر منه، وهذا بخلاف يئس: فانّه
بمعنى من ثبت وتحقّق له القنوط:
(يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ ...)،
(وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَؤُسٌ ...)،
(لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ)،
(أو لئِكَ يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِي)
(ويَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ) 30/ 12.
(أَخَذْناهُمْ بَغْتَةً فَإِذا هُمْ مُبْلِسُونَ) 6/ 44.
أي: يتقوّم بهم اليأس الشديد التوأم بالخفض والفقر بما قدّمت أيديهم
وبما أجرموا.
فظهر أنّ الإبلاس مرتبة شديدة وكاملة من اليأس.
ولا يخفى أنّ اليأس من أشدّ العذاب يوم القيامة، ولا عذاب أشدّ منه،
ومن كان في حالة اليأس الشديد: لا يدرك عذاب النار وأهو الها،
ويتعقّبه الأسف والحسرة- قالُوا يا حَسْرَتَنا عَلى ما فَرَّطْنا فِيها.