وجدت دراسة جديدة أن مادة كيميائية موجودة فقط في حليب الثدي يمكن
أن تحطّم الأورام إلى أجزاء صغيرة بحيث يمكن لمرضى السرطان تمريرها
عبر البول.
وثبت أن مادة سكر الحليب alpha1H، الضرورية لنمو الطفل، تدمر الأورام
دون الإضرار بالأنسجة السليمة.
ووجدت إحدى الدراسات أن 20 مصابا بسرطان المثانة شهدوا إفراز "شظايا"
الورم في البول بعد 6 جرعات فقط من alpha1H. وتوضح الأبحاث الإضافية
أن المرضى بدأوا في تمرير الأنسجة الخبيثة خلال ساعتين من العلاج.
وعندما ترتبط alpha1H بحمض أوليك الدهني، فإنها تشكل مزيجا يحفز
الخلايا السرطانية على "الانتحار".
ويأمل باحثو جمهورية التشيك أن يكون هذا التطور شكلا "أفضل" من
العلاج الكيميائي، الذي "يسمم" الخلايا ويتسبب في آثار جانبية سيئة.
وتخطط شركة العقاقير الطبية Hamlet Pharma لاختبار ما إذا كانت
المادة الكيميائية هذه تقلص أورام المثانة، وتحسن من بقاء المريض على
قيد الحياة.
وأجرى مستشفى جامعة "موتول" في براغ هذه الدراسة، التي خضعت
لإشراف البروفيسور كاثرينا سفانبورغ، التي أسست Hamlet Pharma.
وفي عام 1995، اكتشفت سفانبورغ (صدفة) أن alpha1H تقتل الخلايا
السرطانية، أثناء تواجدها في جامعة "لوند" بالسويد، حيث درست كيف
يحارب حليب الثدي الجراثيم.
وأفادت تقارير ، أن تجربة أثر المادة الكيميائية على خلايا السرطان البشرية
ممارسة شائعة، لأن الخلايا هذه تستطيع البقاء حية في ظروف مختبرية.
وأُصيبت سفانبورغ بالدهشة لاكتشاف أن الخلايا السرطانية تختفي.
وفي حديثها مع صحيفة "تلغراف"، قالت كاثرينا: "تساعد Alpha1H في
إنتاج اللاكتوز، سكر الحليب الضروري لتغذية الرضع وجعل الحليب سائلا.
وتبين أيضا أنه يمكن تغيير وظيفتها لتشكل مجمعات مبيدات خلايا الأورام".
وشهدت إحدى التجارب تقديم 5 جرعات يومية من alpha1H لـ 9 مرضى
بسرطان المثانة، قبل الجراحة لإزالة الأورام. وتمكن 8 منهم من تمرير الخلايا
السرطانية خلال ساعتين فقط، كما أصبحت الأورام الخبيثة أصغر وأقل عدوانية.
ويخطط فريق البحث إلى دراسة إمكانية استخدام العقار لدى مرضى سرطان
الدماغ والقولون.