يقول أحدهم: كان هناك رجل يبيع الصحف بالجانب من مبنى الجامعة
الاميركية في ميدان التحرير (مصر) وكنت اشتري منه صحيفة الـ"لوموند"
كي أتعلّم منها اللغة الفرنسية لكنه علّمني درساً هو أهم من اللغة الفرنسية
وهو درس مهم جداً للعمر.
عندما كنتُ اسأله:
"كيف حالك اليوم"؟
وكان يجيبني: "في نعمة الستر".. فاندهشُ من إجابته، حتى سألتُه:
*ولماذا الستر تحديداً*
فقال لي: "لأنني مستور من كل شيء".. قلت له: "عن أيّ ستر
تتحدث وقميصك مرقّع بالوان شتى"! ولكنه عندما شعر بغبائي
بادرني بالشرح:
"يا بنيّ الستر أنواع:
_ عندما تكون مريضاً ولكنك قادر على السير بقدمَيك فهذا ستر
من مذلّة المرض..
_ عندما يكون في جيبك مبلغ بسيط يكفيك لتنام وأنت شبعان، حتى لو كان
خبزاً، فهذا ستر من مذلّة الجوع..
_ عندما يكون لديك ملابس، ولو كانت مرقّعة، فهذا ستر من مذلّة البرد..
_ عندما تكون قادراً على الضحك وأنت حزين لأيّ سبب، فهذا ستر من
مذلّة الإنكسار..
_ عندما تكون قادراً على قراءة الصحيفة التي بين يديك، فهذا ستر من
مذلّة الجهل..
_ عندما تستطيع أن تتصل في أيّ وقت بأهلك لتطمئن عنهم وتطمئنهم
عنك، فهذا ستر من مذلّة الوحدة.
_ عندما يكون لديك وظيفة أو مهنة، حتى لو بائع صحف، تمنعك عن مد
يدك إلى أيّ شخص، فهذا ستر من مذلة السؤال.
_ عندما يبارك لك ﷲ في ابنك، في صحته وتعليمه وبيته، فهذا ستر
من مذلة القهر.
_ عندما يكون لديك زوجة صالحة، تحمل معك همّ الدنيا، فهذا ستر من
مذلّة إنكسار الزوج أمام زوجته.
الستر يا بنيّ ليس ستر فلوس وإنما ستر نفوس، وتذكّر أنك تملك نِعَماً
يتمنّاها ملايين البشر.. هذه هي *نعمة الستر*..
جعلنا ﷲ وإيّاكم من المستورين بستره الجميل في الدنيا و الآخرة