لفظ النفس ورد في القرآن مائتين وخمسًا وتسعين مرة، باختلاف تصاريفه .
وهو من الألفاظ التي تحمل عدة معان، وهي من الألفاظ المشتركة
أما معانيها في القرآن، فمنها ما ذكره الإمام ابن الجوزي:
" وذكر بعض المفسرين أن النفس في القرآن على ثمانية أوجه:
أحدها: آدم.
ومنه قوله تعالى في سورة النساء: (الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ) ،
وفي الأنعام: (وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ) .
والثاني: الأم.
ومنه قوله تعالى في النور: (ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا) ،
أي: بأمهاتهم. والمراد بالآية عائشة رضي الله عنها.
والثالث: الجماعة.
ومنه قوله تعالى في آل عمران: (إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ) ،
وفي براءة: (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ).
والرابع: الأهل.
ومنه قوله تعالى في البقرة: (فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ
خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ) ، قيل: إنه أمر الأب الذي لم يعبد العجل أن يقتل
ابنه العابد، والأخ الذي لم يعبد أن يقتل (أخاه) العابد.
والخامس: أهل الدين.
ومنه قوله تعالى في النور: (فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ) ،
أي: على أهل دينكم. وفي الحجرات: (وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ).
والسادس: الإنسان.
ومنه قوله تعالى في المائدة: (وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ) ،
أي: الإنسان بالإنسان.
والسابع: البعض.
ومنه قوله تعالى في البقرة: (ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ) ،
أي: يقتل بعضكم بعضا.
والثامن: النفس بعينها.
ومنه قوله تعالى في سورة النساء:
(وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ) "،