دائما ما نرى شخص يدعى أنه يبكى وتنجرف الدموع من عينيه ويكون
المتواجدين يعلمون أن الدموع مزيفة فيقولون "دى دموع التماسيح"،
الأمر وما فيه ان التمساح عندما يتحفز للانقضاض على فريسته تتكون
لدية طاقه هائلة وباعتبار ان جلد التمساح مكون من طبقات سميكة من
أصداف صلبه فهذا يعني انه لا غدد تعرق فى جلده لإفراز العرق المتشكل
فى جسمه نتيجة الطاقة، ولذاك فان كل العرق الذي يفرزه جسمه في مثل
هذه الحالة يخرج من مكان واحد لا يوجد غيره وهو عيناه، ولذلك فإننا نجد
التمساح وخاصة عندما يأكل يفرز كميه كبيرة من الدمع والعرق، وهناك
عنصرا ثانويا يساعد على زيادة خروج الدموع من عيني التمساح أثناء
تناوله للطعام وهو عندما يفتح فكه الطويل فان منطقه المفصل فى هذا الفك
تضغط على الغدة الدمعية فتتساقط الدموع بغزارة ويظهر التمساح وكأنه يبكي
ولذا يطلق هذا التشبيه على أولئك الذين يذرفون الدموع الكاذبة.
وقد قدم الكاتب “إدوارد توبسيل” تفسيرًا لذلك، فقال: "ليست هناك الكثير
من الحيوانات المتوحشة التي يمكنها البكاء، لكن هذه هي طبيعة التماسيح،
حيث تتظاهر أنها في محنة لجذب الفريسة وخداعها أنها في مأمن". وقد
أشار توبسيل إلى القصة القديمة التي تبكي فيها التماسيح أثناء وبعد
افتراسها للإنسان.
ومنذ ذلك الحين أصبح بكاء التماسيح كناية عن التعاطف السطحي، كما
أصبح يُستخدم لتعليم التوبة الصادقة، من قبل شكسبير والذي استخدمه
أيضًا ليُعبّر عن الحزن الكاذب.
في عام 2007 أثبت عالم الحيوانات “كنت فليت” أن التماسيح تتنهد
خلال تناولها الطعام لكن ولأنها تتغذى وهي في المياه جعل ذلك دراسة
الدموع وقت الطعام صعبًا ، فقد تمت الدراسة على فصيلة قريبة من
التماسيح وهي الكيمن والقاطور، حيث تتناول هذه الفصائل طعامها
على اليابسة.
وقد وثق"فليت"عملية تناول الطعام لسبعة من هذه التماسيح في حديقة
تماسيح فلوريدا، ولاحظ أن هناك خمسة منها بكت قبل وأثناء تناول
الطعام وبعده
وتقوم نظرية "فليت" على أن تلك الحيوانات تحرك فكها بقوة، فالحركة
القوية للهواء في الجيوب الأنفية للتماسيح تؤدي لصب الدمع في عيونها،
والتي لا تدمع فقط إنما تترغرغ، كما شاهد "فليت" أن بعضها قام بالبكاء
عند توقع وجبات الدجاج والسمان والبسكويت.
استُخدم مصطلح دموع التماسيح لوصف المصابين بشلل الوجه عند نزول
الدمع أثناء تناول الطعام، وغالبًا ما يستخدم الأطباء "دموع التماسيح"
عند الإشارة لحالة الدماع وهي فيضان الدمع على الوجه بدلا من أن يتوجه
من خلال مساره الطبيعي في القناة الدمعية الأنفية